| مصطفى يرد الجميل لوالدته.. «باعت خاتمها لتعليمه ولما كبر جبلها زيه من نفس المحل»

تجلس داخل غرفتها وأنظار أعينها تتجه نحو «خاتمها» الأخير الذي يزين يديها بالذهب، مشهد ظل خالدًا في ذاكرة عمرو رمضان مطر، منذ طفولته عندما أنقذه بطولة والدته، نادية لطفي، عن طريق بيع الخاتم الذهبي لسداد مصروفاته المدرسية التي كادت تهدد استكماله لهذا العام الدراسي، ليقرر رد الجميل إليها بنفس الطريقة في يوم عيد ميلادها.

عمرو رمضان، القاطن في منطقة العبور، روى لـ «» كواليس الموقف الذي تعرض له في المرحلة الابتدائية، ما دفع والدته لبيع خاتمها الذهبي لاستكمال تعليمه: «كنت وقتها في 6 ابتدائي وأختي رابعة ابتدائي، ورفضوا يدخلونا الفصل علشان مدفعناش مصاريف المدرسة الخاصة، فأول ما روحنا قولنا لأمي، نزلت باعت آخر خاتم في إيدها ودفعتهالنا تاني يوم».

«عمرو»: نفذت وعدي لأمي

«قولتلك يومها هجبلك زيه من نفس المحل اللي بعتيه فيه»، بتلك الكلمات قطع «عمرو» حينها وعدًا على نفسه، رغم صغر سنه وكلمات والدته، بأنه سرعان ما سينسى ذلك عندما يتقدم في العمر: «قولتلها مستحيل أنسى، وفعلا نفذت وعدي ليها بعد ما أتخرجت بسنتين من هندسة، وجبتلها خاتم زيه من نفس المحل اللي باعته فيه، يوم عيد ميلادها علشان تبقى أحلى مفاجأة ليها مستحيل تنساها».

وسرعان ما تداول مهندس البرمجيات، صورة احتفاله بوالدته في عيد ميلادها، ليعتقد البعض أن والدته باعت الخاتم بسبب معاناتهم من الفقر الشديد، إلا أنه أوضح حقيقة الأمر: «مكناش فقراء زي ما الناس فهمت، لكن كنا عايشيين في شقة تمليك بدل ما نقعد في شقة إيجار، غير مصاريف المدرسة الكتير، لكن الفكرة إن والدتي مكنتش حابة ننزل عن المستوى المعيشي اللي إحنا اتربينا فيه أو منكملش تعليمنا، علشان كده اضطرت تبيع دهبها وقتها، لكن مستوانا المادي أتحسن وكان مقبول في الفترة الأخيرة».

وغمرت السعادة قلب «نادية» في عيد ميلادها: «أمي مكانتش متخيلة المفاجأة وقعدت تكرر كتير معقول لسه فاكر اللي حصل، وأختي شاركتنا فرحتنا زي ما عاشت معايا واحد من أصعب المواقف اللي مستحيل ننساها».