| معاناة «أحمد» من مُزارع إلى طالب طب: حلمي منحة للدراسة في أوروبا

أحمد مكرم، طالب بكلية الطب، سار في درب طويل من الاجتهاد والمثابرة؛ أملًا في يصل إلى حلمه بأن يصبح طبيبًا ناجحًا ومشهورًا، فلم يبخل بأي جهد أو عرق، عمل كمزارع في حدائق الزيتون والبرتقال المتواجدة بعدد من المناطق الجبلية بمحافظته الفيوم، وأيضًا مساعد للكثير من صنايعية المهن المختلفة، وبائع للحلويات بالشوارع، ومهن أخرى كثيرة، حتى أصبح يقدم محتوى تعليميًا مجانيًا على «يوتيوب»، إلى جانب دراسته، التي يسير بها بخطى ثابتة حتى الآن.

أحمد مكرم عبدالغني يوسف، طالب بكلية الطب البشري جامعة الفيوم (الفرقة الثالثة)، يبلغ من العمر 20 عامًا، ويعيش بمركز سنوري بالفيوم، وبدأ رحلته مع الكفاح وهو طفل لم يتخط حاجز الـ12 عامًا: «بدأت شغل عمومًا من وأنا في أولى إعدادي، من مزارع في الجبل، لشوية في النجارة على شوية غيرهم في الكهربا، وفضلت على الحال ده لحد 3 ثانوي».

عمل «أحمد» بالكثير من المهن حتى يصل لغايته

كان «أحمد»، يتحمل كل ذلك لغاية واحدة فقط، هي أن يلتحق بكلية الطب، ويصبح طبيبًا في المستقبل، ولهذا امتنع عن أي عمل حين وصل إلى الصف الثالث الثانوي، ليغلق الباب في وجه أي أمر قد يعيقه عن تحقيق حلمه: «من ابتدائي وبحلم أكون طبيب ناجح، والرغبة دي زادت لما كبرت في إعدادي وثانوي، وشوفت بعيني مدى تأثير ومكانة الأطباء في المجتمع».

وباء كورونا جعله يتجه نحو «يوتيوب»

بعدما وصل ابن محافظة الفيوم للخطوة الأولى في حلمه، بعد تفوقه بالثانوية العامة والالتحاق بالكلية التي يرغب بها، بدأ يعمل كبائع للحلويات في الشوارع بجوار دراسته، حتى منعه وباء كورونا من ممارسة هذا العمل: «في الفترة دي، مكنشي ينفع أنزل الشارع عشان العدوى، وفي نفس الوقت الدراسة كانت أون لاين، وهنا جاتلي فكرة إني أقدم محتوى تعليمي لطلبة المدارس بمواد العلوم والأحياء لطلبة إعدادي وثانوي، بعد ما كنت أنشأت قناة على (يويتوب) من فترة، كنت بقدم فيها للناس المحبطة نصايح وحكايات من تجربتي الشخصية، تديهم أمل وإلهام وتدفعهم لتحقيق أحلامهم، زي ما ربنا كرمني».

وصلت قناة «أحمد» لـ 100 ألف مشترك منذ أيام

من ثلاثة أيام فقط، احتفل طالب كلية الطب، بوصول عدد المشتركين على قناته بـ«يوتيوب» لـ 100 ألف مشترك: «ولسه متأكد إني قريب بإذن الله هوصل لمليون مشترك، طول ما أنا بشتغل على تطوير نفسي وبجتهد، أقدم محتوى هادف ومجاني لكل الطلبة، وسعيد بيه جدًا، لأنه بيوفر وقت وفلوس كتير أوي على طلبة من أسر متوسطة الدخل».

يحلم «أحمد» بمنحة بدولة أوروبية

يحلم حاليًا «أحمد» في أن يحصل على منحة بأي دولة أوروبية متطورة بمجال الطب بعد تخرجه من جامعته، ونيل درجة الماجستير من هناك ويعود إلى وطنه ويفيد هذه البلد وشعبها بالعلم الذي سيتحصل عليه هناك، كما يتمنى أن يجد كل الناس في حكايته رسالة إلهام لهم وتحفيز للاجتهاد نحو أحلامهم: «أنا زيكم عديت بضغوط وآلام نفسية رهيبة، بس استحملت وكافحت لحد ما ربنا كرمني، ونفسي كل الناس تتأكد أن الناجح مبيتولديش ناجح، فبلاش نتحجج بالظروف وكل واحد يقوم يطور من نفسه في المجال اللي بيحبه».