| معسكر تفاعلي لتعليم الأطفال التعايش ونشر السلام بالإسكندرية: جيل المستقبل

نشر قيم السلام  في المجتمع وأهمية قبول الآخر مهما كانت خلفيته الثقافية أو الدينية خصوصا بين الأطفال باعتبارهم جيل المستقبل، كانت الفكرة الرئيسية لمعسكر مصر توبيا 2022، الذي يعتمد على نموذج محاكاة للحوار ي بين الأطفال في المرحلة العمرية التي تبدأ من 10 إلى 14 عامًا بشكل يناسب أفكارهم.

«نعتمد على دمج الأطفال من مختلف الثقافات والبيئات، من أجل تحقيق فكرة التعايش وفهم معنى الحلول السلمية لأي مشكلة تواجههم، ووصل عددهم إلى 60 طفلًا من محافظات الإسكندرية والقاهرة والقليوبية»، كلمات شرح بها سامح نسيم مسؤول المعسكر واستشاري أنشطة السلام بمركز الإبراهيمية للإعلام والتنمية، فكرة المعسكر الذي أقيم لمدة 3 أيام غرب الإسكندرية.

تعليم الأطفال أسس السياسة من خلال الحكايات

تعليم الأطفال المشاركين أسس السياسة والانتخابات وأهمية الحوار ي، لا يتم بحسب «نسيم» بشكل تلقيني من خلال المحاضرات، بل من خلال التفاعل: «يبدأ المعسكر بحكاية خرافية يتم روايتها للأطفال المشاركين، أنه كان هناك سكان في المعسكر ولكن كلهم رحلوا بسبب عدم قدرتهم على التعايش سويًا ومشكلاتهم المستمرة باستثناء شخص واحد، وعليهم أن يبدأوا حياتهم من جديد من خلال وضع دستور وحملات انتخابية مناسبة لهم».

يعتمد المعسكر على محاولة تعريف الأطفال بالتحديات التي تواجهها الدولة المصرية بالنسبة لتأثير التغييرات المناخية وفهمها أيضًا، من خلال نشر الوعي البيئي وتدريبهم على الحفاظ على البيئة وتعريفهم بتأثير المواد البلاستكية الضار على المناخ والطبيعة، وإمكانية استبدالها بمواد صديقة للبيئة، وقال نسيم لـ«»: «نحن ندرك أن مصر على أعتاب استضافة مؤتمر المناخ  في شهر نوفمبر المقبل، لذا كان تدريب الأطفال على تقليل استخدام أي مواد ضارة بالبيئة، مثال بسيط، نحن استبدلنا 1500 زجاجة بلاستيكية في المعسكر بـ90 زجاجة مياه ثابتة لكل فرد».

نجاح المعسكر لم يكن مقتصرًا فقط على صنع 4 حملات انتخابية من قبل الأطفال المشاركين وفهم طبيعة القوانين المصرية، بل كان النجاح الحقيقي هو التغيير الملموس في حياة وأفكار الأطفال وشكل نموهم: «في نهاية المعسكر جاءت أم لتخبرني أن حياة ابنها تغيرت، وأنه صار يتفاعل معها في المنزل بشكل حقيقي، كذلك كان معنا متطوعة، شاركت سابقًا في المعسكر، واستطاعت معرفة شغفها وهو التقديم الإذاعي، وقدمت بالفعل في كلية الإعلام، وهذا هو التأثير الحقيقي الذي ننشده».