| ممر شرفي من طلاب «إعلام عين شمس» لتكريم أستاذتهم: حسيت إني أديت رسالتي

منذ لحظة استيقاظها كان عقلها مشغولًا بالامتحان الذي يؤديه طلابها، فهي لم تتعامل معهم أبدًا من منطلق أنها أستاذة جامعية تشرح لهم المواد الدراسية المختلفة وينتهي الأمر بمجرد انتهاء الامتحانات وتخرجهم، بل هي أختًا كبرى لهم وتدعمهم بكل السبل، داعية الله عز وجل أن يوفقهم دائمًا ويسدد خطاهم وأن يكون الامتحان سهلًا، وبينما عقلها يزحم بالأفكار، فوجئت بعدد من طلابها يطالبونها بسرعة النزول إلى الحرم الجامعي بكلية الآداب جامعة عين شمس، لتجد الدكتورة «شيماء» نفسها أمام مفاجأة غير متوقعة دمعت لها عيناها.

«شكرًا لحضرتك على كل حاجة حلوة عملتيها لنا».. تلك الكلمات كانت في استقبال الدكتورة شيماء عزالدين بقسم علوم الاتصال والإعلام، من طلابها الذين صمموا ممرًا شرفيًا لها ووقفوا على الجانبين وهم يصفقون لأستاذتهم الجامعية التي طالما وقفت إلى جانبهم، لينتابها شعورًا بالفخر والفرحة العارمة والخجل أيضًا من تلك اللفتة اللطيفة: «إحنا كنا حوالي 250 طالب وطالبة، وحبينا نفرح الدكتورة شيماء لأنها تعبت معانا كتير وده كان أقل حاجة نعملها»، بحسب يوسف عمرو، أحد الطلاب المسؤولين عن تنظيم الأمر.

ممر شرفي لتكريم أستاذة جامعية بإعلام عين شمس  

يحكي «يوسف» أن طالبة تدعى «نورا» عرضت عليه فكرة الممر الشرفي كونه الممثل عن دفعة رابعة إعلام: «الفكرة بدأت يوم التلات بليل، كتبت على جروب الدفعة إننا عاملين ممر شرفي لدكتورة شيماء لأنها إنسانة جميلة جدًا، وهي أختنا الكبيرة وبتساعدنا في الشرح وتبسط المعلومة، وكلمت زميلتنا هايدي حمدي وطلبت منها نجمع من كل واحد جنيه».

عقب انتهاء الامتحان في نحو الساعة الرابعة عصر يوم الخميس، نظم الطلاب ممرًا شرفيًا لتكريم الأستاذة الجامعية: «إحنا جبنا بوكيه ورد فيه شوكولاتة، وكنا سعداء جدا برد فعل الدكتورة والفرحة اللي كانت فيها، والطالب كانوا متعاونين جدا وفرحانين من قلبهم باللفتة البسيطة اللي عملناها». 

تروي الدكتورة «شيماء» لـ «»، أن طلاب الفرقة الرابعة دفعة 2022، كان لديهم امتحانًا يوم الخميس، وأعجبوا بمستواه وشكروها على تعبها معهم طوال العام دون كلل أو ملل: «من كام يوم لقيتهم بيسألوني على تفاصيل غريبة زي مثلا بحب ورد لونه إيه، وأنا مركزتش أوي لإني بتعامل معاهم إنهم إخواتي، ولقيت بعضهم بيتصل بيا يوم الخميس، وبيقولوا ليا معلش عايزينك تحت ضروري، ونزلت لقيتهم عاملين ممر شرفي ليا، وفي آخره أدوني بوكيه ورد، وقالولي إن ده عرفانًا منهم وحبهم ليا وردًا للجميل».

مشاعر مختلطة راودت الأستاذة الجامعية بين البكاء من الفرحة والشعور بالخجل: «أقصى حاجة كنت بتمناها في اليوم، إن ربنا يجبر بخاطري وبخاطر الطلاب، وإنهم يحلوا كويس، ونتصور سوا صورة حلوة للذكرى وخلاص، ولما شوفت الممر الشرفي كانت مفاجأة حلوة ومش على البال، دمعت وكنت متوترة وأول مرة يحصلي كده وكنت مكسوفة وكنت ببص في موبايلي من التوتر، وحسيت فعلا إني عملت حاجة ليهم وأديت الرسالة اللي عليا».

«شيماء»: بقولهم شكرًا من قلبي 

«أعظم حاجة في الدنيا أن الطالب يكون بيحب أستاذه الجامعي وأن الطالب يكون مستوعب».. تتمنى «شيماء» التي تدرس للطلاب مادتي ترجمة إعلانية إنجليزي وتخطيط الحملات الإعلامية والإعلانية، النجاح لطلابها وأن تترك لديهم أثرًا طيبًا: «بقولهم شكرا من قلبي، وأرجو من ربنا أنه يسدد خطاكم، أنا بحبكم أوي».