| منذ الموجة الثانية.. «شعبان» يدعم المصابين بكورونا نفسيا «كلنا جنبك»

شباب في مقتبل العمر يعانون اكتئابا حادا ورجالا بدا الشيب على ملامحهم، استسلموا جميعا لأوجاع «كورونا» التي باغتتهم وأجبرتهم على التزام الفراش، دفعوا الدكتور «شعبان» للتفكير في مساعدتهم للخروج من اليأس الذي تملكهم، رغم ازدحام جدول أعماله اليومي وخطورة ذلك عليه.

انطلق الطبيب النفسي في جولات ميدانية لبيوت المتعافين من كورونا بعد مرور 14 يوما على تعافيهم، يحاورهم بلسان المعالج النفسي، يهون عليهم شعور المعاناة وإحساس الوصم المجتمعي من البعض، لا يغادرهم إلا وقد تأكد من تحسنهم، يعدهم بالعودة لاستكمال جلسات التعافي النفسي للعودة إلى حياتهم التي كانوا عليها من قبل، بحسب وصفه.

دعم نفسي للمصابين عن بعد

داخل غرف العزل في منازل ومستشفيات أسوان ثمة حكايات غير الموت، نسج الدكتور شعبان إبراهيم، الحاصل على دكتوراه في الصحة النفسية، استشاري نفسي وتربوي، وفريقه المساعد، خيوط الأمل من رحم المعاناة، انتشل عشرات المرضى من أجواء كئيبة، يحدثهم بالعلم والمنطق ويدعمهم نفسيا لتجاوز المحنة عن بعد عبر جلسات دعم نفسي إلكتروني «المرضى وقت الإصابة بندعمهم من خلال مقاطع فيديو مصورة أو جروبات واتساب أو برامج محادثات إلكترونية في أوقات معينة»، يقول الطبيب النفسي في حديثه لـ«».

كانت الانطلاقة في بداية الموجة الثانية من وباء فيروس كورونا، حين قرر الدكتور «شعبان» دعم مصابي كورونا نفسيا بعد سماعه عن حالات متكررة وصل بها الحال إلى رفض العلاج داخل المستشفيات وعدم التواصل مع أسرهم عبر الهاتف، ليأسهم من الشفاء وشعورهم الدائم بالرفض المجتمعي، «قررت استغل عملي في حاجة تنفع أهل بلدي وقت الأزمة» فوجد في تلك الخطوة فائدة كبيرة لمسها بنفسه على المتعافين والمصابين.

دعم نفسي لأسر المصابين أيضا

الدعم النفسي المجاني الذي قدمه الطبيب الأسواني لأهل بلده لم يقتصر عند المتعافين والمصابين بالفيروس فقط، بل اهتم بدعم أسرهم التي باغتها الواقع الجديد وأجبرهم على التعامل بطريقة مختلفة مع واحد منهم، «أسر المصابين كمان محتاجين دعم نفسي عشان يتعاملوا مع الموضوع بطريقة صح»، يجد سعادة بالغة فيما يفعله فعزم على ألا يترك مصابا أو متعافيا إلا وقد اطمأن قلبه وتجاوز المحنة.

دعم طلاب المدارس

لم يغفل الطبيب الأسواني وفريقه المساعد له أهمية الدعم النفسي للأطفال للتعايش مع الواقع الجديد، انطلق في تنفيذ جولات دعم نفسي بالفن والرسم لطلاب المدارس بخاصة ذوي الهمم، لمساعدتهم على التعايش مع إعاقتهم خاصة في ظل ظروف وباء كورونا الذي ترك أثرا نفسيا على الجميع.