| مهرجان رتيبة وعزيزة.. أسطوانة عمرها 100 سنة توثق فن الردح المصري

الردح هو محاولة للانتقام.. بالكلام، وكان في بدايات ظهوره سلاح المرأة في الدفاع عن نفسها، وسلاح يعبر عن قدرتها ورغبتها في المواجهة والرد على أي تجاوز يستهدف إحراجها، لكنه تحول بمرور الوقت لفن من فنون الكلام، بل أصبح البديل العصري لشعر الهجاء في الثقافة العربية.

ومثلما كان العرب يحتفون بهذا الصنف من الشعر والشعراء، اعتبر المصريون الردح واحدًا من أسلحتهم للتعبير عن الغضب والتخلص من الإحساس بالضعف، ولأن المجتمع وقتها كان يتمتع بجرأة المواجهة.. لم يعد يقتصر ظهور هذا اللون عبر خناقة في حارة بطلتها أمرأة قوية وقادرة، بل ظهر في العديد من أفلام السينما، ووثقته العديد من المشاهد على لسان نجمات مثل زينات صدقي وشويكار وتحية كاريوكا، كما سارعت شركات الأسطوانات بتسجيل وصلات الردح التي وصفها البعض وقتها بأنه غناء عوالم، لكن أقرب توصيف له في العصر الحالي هو أغان المهرجانات.

أغاني الردح قبل 100 عام

قبل 100 عام كانت أغان الردح تقوم على فكرة الحوار.. ولحن يزيد من سخونة الموقف، وأشهر من قدموا هذا اللون الغنائي (رتيبة أحمد)، التي نشأت في حي الخرنفش، وكان لها شقيقتين تقدمان نفس اللون الغنائي، لكنهما لم تنالا نفس شهرتها.

وقدمت رتيبة أحمد، العشرات من أغان الردح، منها:

– يا حلاوة دي الصباحية

– يانا يا أمك

– بوريه م الأفندية

– اللي ما يشترى يتفرج

– حاسب منى أنا زى قطة

– دا وقتك دا يومك

– فلفل شطة

– خلصني منك بالمرة

– يا واخدة جوزي

كلمات أسطوانة «يا حلاوة دي الصباحية»

حوار غنائي يحاكي مشاجرة بين جارتين هما الست رتيبة أحمد والست عزيزة حلمي، يسكنان في نفس المنزل إحداهما في الطابق الثاني والأخرى في الطابق الرابع، وتنتهي المشاجرة بتدخل من عسكري الدورية.

وتقول كلمات الأسطوانة:

«رتيبة: يا حلاوة دي الصباحية

والفسحة في البدرية

أنا عايزة اتمشى شوية

يا حلاوتي اسم الله عليا

بطة وألعب في المية

يا سلم لم لم يا عنيا

فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم

مية من فوق نازلة بترش

مين المغفل ده الأعمى

اللي فتح على رأسي الدش

عزيزة: معلهشي يا أختي ده الخدام

غلطان ومن فضلك سامحيه

رتيبة: خدام ده إيه يوه جتك لهوة!

وإن كان مغفل ليه تقنيه؟

هو أنا وسخة يا أم أحمد؟!

لما انتي جاية تحميني

بتدلقوا قرفكم من فوق

لما كده غرقتوني

عزيزة: يا ستي ده الحق عليا

دي والنبي دي مية نضيفة

رتيبة: نضيفة ايه يو يا دي الداهية

ما تحدفي لي كمان ليفة!!

عزيزة: يالله بقى روحي لحالك

يا ولية انتي ولمي لسانك

رتيبة: ليه هو أنا لسان إمبابة

يا الده العدي حصوة في عينك

عزيزة: باين عليكي مرة شلقة

هتغجري لي في الحارة

رتيبة: شلقة ده إيه أيوة شلقة

ولازم أعمل لك غارة

يا فعيص النقارية

عزيزة: ما تسكتي بقى يا ولية

رتيبة: والله ما اسكت ولا اخلي

لازم أزفك ع البهلي

يا مدخششة يا مكرمشة

يا مدغششة يا مخربشة

يا مرة يا سقيلة يا سافانا

وجوزك قرعة وأبو زنة

يا معورة يا منقرة

يا مشحبرة يا مكعورة

يا مخبلة يا مبهدلة

يا مهلهلة يا مهرولة

عزيزة: خيبتي وانتي بتردحي

ما تزقي عجلك روحي

رتيبة: لو تنزلي والله لـ ارنك

واخلي ضهرك على بطنك

يا معصعصة يا مرصرصة

يا مقرفصة يا محمصة

عزيزة: يا ولية روحي بلاش علة

لأدلق عليكي كمان قلة

رتيبة: يا دهوتيي

الشاويش: جرى إيه يا ولية

ليه عاملة مظاهرة؟

رتيبة: يا شاويش الدورية

دي مصيبة حارة

الهانم ضربتني

من الشباك رقعتني

بكفوفها وزغدتني

وشدتني وعضتني

الشاويش: طيب مانا شايفك من بدري

والهانم قاعدة في رابع جات

إزاي هترقع في صداغك

هي طول إيدها عشر جصبات

يا الله يا ولية ع الكراكون

لما أفتح لك محضر ع الريق

رتيبة: محضر ده إيه روح اتنيل

ل افتح راسك زي الأبرق

يا شاويش ما تغيظنيش

أنا ما أديش ولا بقشيش

في التهويش ما تقوليش

يا أبو الريش إن شا الله تعيش

ده الكراكون أحسن من بيتنا

والمأمور جارنا في الحارة

يا هانم أنا رايحة وجاية

وأحط لك ع القسم خسارة

يا مدغششة يا مكرمشة

بعد العشا يحلى الخناق والتفتشة».

كلمات أسطوانة «يا أنا يا أمك»

وصلة ردح أخرى بين رتيبة وزوجها مدتها تقارب الـ 5 دقائق، مطلعها كالتالي:

«يا أنا يا أمك

تختار مين تفضل في البيت.. يا أنا يا أمك

واحدة عجوزة وشابة صبية.. جاز وسبرتو ما يتفقوش

وأنت عارفني أنا عصبية لما اتخلق حلق حوش

ابقي رزيلة وهي ثقيلة واحدة ضروري حتبقي قتيلة

لا لا لا لا يا أنا يا أمك».