| هل يجوز قول كلمة «حرمًا» بعد انتهاء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب

اعتاد المصلون دائمًا بعد الانتهاء من أداء الصلاة والتعبد إلى الله سبحانه وتعالى، أن يصافحوا بعضهم ويقولون كلمة «حرمًا»، ويعتقد الكثيرون أن تلك الكلمة من البدع ولا يصح قولها. 

وتساءل البعض عن صحة قول كلمة «حرما» من عدمه، وهل هي بدعة أم لا، وهو ما تجيب عليه دار الإفتاء المصرية وفقا لموقعها الرسمي. 

حكم المصافحة بعد انتهاء الصلاة 

وقالت دار الإفتاء، إن المصافحة عقب الصلاة من العادات الطيبة التي درج عليها كثير من المسلمين في كثير من العصور، وهي من السلوكيات الحسنة التي تبعث الألفة بين الناس، وتقوي أواصر المودة بينهم. 

وقد نص جماعة من العلماء على استحباب المصافحة، مستشهدين بما رواه الإمام البخـاري في صحيحه عن أَبي جُحَيْفَةَ رضي الله عنـه قَـالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْهَاجِرَةِ إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ».

وقَالَ أبو جحيفة: «فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ».

كراهة المصافحة بعد انتهاء الصلاة

وأما قول بعض العلماء بكراهة المصافحة، فقد عللوه بأن المواظبة عليها قد تُؤَدِّي بالجاهل إلى اعتقاد أنها من تمام الصلاة أو سننها المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومفهوم هذا التعليل أنه إذا لم يعتقد الناس ذلك فلا كراهة، والقائلون بالكراهة قد نصوا على استحباب المصافحة عقب الصلاة إذا مد المصلي يده؛ لِمَا يترتب على الامتناع عن المصافحة من الأذى وكسر خواطر المسلمين وجرح مشاعرهم، والخروج عن حد اللياقة والذوق، واستجلاب العداوة والبغضاء. 

وعلى ذلك، فإنَّ المصافحة مشروعةٌ بأصلها في الشرع الشريف، وإيقاعُها عقب الصلاة لا يُخْرِجُها من هذه المشروعيَّة؛ فهي مباحةٌ أو مندوبٌ إليها، مع ملاحظة أنها ليست من تمام الصلاة ولا من سُنَنِها التي نُقِل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومةُ عليها.

هل قول كلمة «حرمًا» جائز شرعًا؟ 

وأوضحت الدار أن كلمة «حرمًا» بعد الصلاة، هي دعاء بأن يرزق الله المصلي الصلاةَ في الحرم، والرد بكلمة «جمعًا»، معناه الدعاء للداعي أن يرزقه الله تعالى مثل ما دعا به، أو أن يجمع الله الداعيَيْن في حرمه؛ على ما يحتمله لفظ الجمع من المعاني، فهي دعاءٌ في توددٍ وتراحمٍ وتواصل.