| «هناء» تتحدى الإعاقة بالرسم والفن: هو الشباك اللي نور حياتي

لم تقف الإعاقة حائلا في طريقها، تحدت الكرسي المتحرك بالأعمال الفنية، التي لاقت فيها متنفسا ساعدها على الخروج ومواجهة صعوبات الحياة بأعمال مختلفة، التي مكنتها من استكمال حياتها بحب وإصرار بعد أن فقدت الأمل من عيشتها وفقد شغفها تجاه الحياة بأكملها.

بداية الإصابة

حين كانت هناء مغربي، طفلة صغيرة كانت تسير على قدميها غير عابئة بأي شيء، حتى أصيبت بحمى وارتفاع شديد في درجة الحرارة، لم يتحمل جسدها هذه الحمى، فقدت بعدها القدرة على الحركة تماما، لتكتشف إصابتها بشلل الأطفال وهى في عمر 7 سنوات، قضيت طفولتها ما بين العمليات وتناول الأدوية ولكن إرادة الله جعلتها تتميز في فنها وموهبتها.

«وصلت لمرحلة من العمر مش راضية عن نفسي بأكل وبشرب بس، مليش أى قيمة في الحياة» حسب ما روته «هناء» 40 عاما لـ«»، عندما مر بها العمر ولم تفعل شيئًا مفيدًا، وخاصة أنها لم تكمل دراستها، ولكنها قررت أن تثور على حياتها  وتبحث عن شئ تجد فيه نفسها، وقد كان الفن بمختلف أنواعه هو طريق النور أمامها.

فيس بوك بدايتها لعالم الفن

عبر صفحات منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وجدت «هناء» ضالتها، حينما استطاعت أن تنضم لدرس تقوية في الرسم لتتعلم أساسياته وتستطيع إكمال مشوارها، «الرسم كان موجود في حياتى بس عبارة عن شخبطة» حسب تعبيرها، لقيت معاناة شديدة في الخروج من المنزل وفي التعامل مع الأشخاص لعدم انضمامها للمجتمع منذ البداية، لذلك لم تكمل باقي دروسها، واعتمدت على التعليم الذاتي بمختلف الطرق.

أتقنت فن الرسم بجدارة «كان الشباك اللى نور حياتى»، ولكنها لم تقتصر عليه بل تعلمت أيضا أعمال «الهاندميد» و«الكروشية» لتتميز بكل أنواع الفن، أصبحت فخورة بنفسها وبإنجازاتها وخاصة عندما انضمت لأكثر من معرض لعرض لوحاتها بدعوة خاصة، التي لقيت منهم إشادة كبيرة بفنها وتميزها في طريقة التعبير بالرسم، وأقامت معرضها الخاص لعرض فنها المتميز.

«لقيت الدعم من أهلي بس عمر حد ما هيحس بالمعاناة غيرك أنت اعتمد على نفسك واسند نفسك»، بهذه الكلمات قدمت «هناء» نصيحتها للشباب الدعم من الآخرين، مشيرًا إلى أنها بدأت مشوارها في أواخر الثلاثين لتثبت مقولة «إن العمر مجرد رقم في بطاقة».