| ورد برائحة «جدعنة المصريين».. فلسطيني يوزع هدايا على مصابي غزة بالقاهرة

«اليوتيوبر» أو صانع المحتوى، ممارسة جلبت لكثير من مستخدميها الانتقادات السيئة للتدافع وراء «الترند»، «إلا من رحم بي» الذين اتجهوا اتجاهًا إنسانيًا مثل الفلسطيني علي نسمان، كاتب وصانع محتوى من غزة، قدم من بلاده لرسم الضحكة وجلب الفرح لقلوب مصابي غزة الذين يتلقون العلاج بمصر وتقديم الهدايا الرمزية لهم وزيارتهم في مستشفى معهد ناصر.

يستقل علي نسمان «التوك توك» ويتجول في الشوارع الداخلية بمحافظة الجيزة مُحدّدًا وجهته لمحال مصريين تعامل معهم، نظرًا لسكنه فترة بالمنطقة ووجود الكثير من أبناء عمومته بمصر ما يجعله كثير التردد عليهم، عارضًا عليهم فكرته بتقديم هدايا لمصابي حرب غزة، جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في مايو 2021، وقرار مصر بفتح أبوابها وتقديم الرعاية الطبية لهم بالقاهرة، وصمّم المصريون على المشاركة في الثواب وتقديم منتجاتهم مجانًا للفنان الفلسطيني حتى يتمكّن من إسعاد الجرحى، إلا أنه رفض وعقد معهم اتفاقًا يرضيه بأن يقتني المنتجات بـ«سعر الجملة».

الفكرة بدأت بعد 10 أيام من انتهاء الحرب على غزة، ونجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بالأراضي الفلسطينية، قدم الشاب الغزّاوي إلى مصر؛ للبحث عن علاج له ولابنته، ونظرًا لوجوده في مصر رأى أنه لابد أن يقدم رسالة تحمل شكرًا وامتنانًا للجانب المصري، ليُلهم بالفكرة بعد تواصل أحد الجرحى وهو يعالج في مصر معه، وطلب منه زيارته، فسارع بزيارته ووجد عددًا قليلًا من المصابين نظرًا لمثول البقية للعلاج وعودتهم إلى بلادهم «فكرت إنه لازم يكون في رسالة أهمها الإشارة للاهتمام الكبير والرعاية المحترمة والعالية، وشعورنا بالفخر من قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي لعلاجهم على نفقة الدولة المصرية».

داخل محل منظفات بدأ «علي» والمصري صاحب المحل بتعبئة «شنط هدايا» بمناديل ورقية ومعطرات وغيرها من منتجات العناية الشخصية البسيطة، ثم جاء دور «محمود» الذي يعمل في مجال الورود والأفراح، ونسّق له «بوكيهات ورد»، فذهب لزيارة الجرحى مُحمّلًا بالهدية المغلّفة بـ«جدعنة المصريين»، موثقًا كل ذلك بفيديو مصوّر بكاميرا هاتفه المحمول.

تأكدت إدارة المستشفى من معرفة الجرحى لليوتيوبر الفلسطيني حتى يتمكّن من زيارتهم وتقديم الهدايا والمكوث لبعض الوقت، راسمًا البهجة على ملامح الأطفال والكبار من المصابين، رافعين علامات النصر ومرددين «تحيا مصر» على صوت أغنية «عظيمة يا مصر»، غير غافل عن أكثر موقف تأثر به وهو فرحة أحد المصابين بإنقاذ ساقه التي كان متأكدًا من بترها إلا أنه بالعلاج الراقي الذي تلقاه بمصر تمكّنوا من إنقاذه وأبلغه فرحًا «هرجع بلدي برجلين مش رِجل واحدة».