| 100 عام على اكتشاف مقبرته.. حكاية زواج الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»

مع اقتراب ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، أهم مقبرة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، تتضح لنا الكثير من القصص والأسرار التي تخص حياة الملك الصغير، التي منها عيشه قصة حب كبيرة جمعته بالملكة عنخ إسن آمون، ظهرت بعض تفاصيلها على نقوش الكرسي الملكي لعرش مصر والقطع الآثرية.

قصة حب حُفرت تفاصيلها على كرسي العرش

وقال الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري، في حديثه لـ«»، إنّ الملك توت عنخ آمون تزوج من أخته غير الشقيقة عنخ إسن آمون، التي كانت تكبره بأربع سنوات، وجمعتهما قصة حب كبيرة، ظهرت بعض ملامحها على نقش كرسي الملك توت عنخ آمون وهي تضع يديها على كتفه، كما ظهرت نقوش آخرى وهي تعطيه باقة من الزهور: «القطع الآثرية بتنطق وتقرأ لنا التاريخ وتفاصيل حياة ملوك مصر».

زواج الملك من عنخ إسن آمون

وأضاف مهدي، أن الملكة عنخ إسن آمون تحمل الدم الملكي لأنها إحدى بنات الملك إخناتون والملكة نفرتيني الـ6، ورغم ذلك لم تستطع إحداهن الجلوس على عرش مصر، لأنه كان لابد من اعتلاء العرش لملك ذكر: «علشان كده زوجوها الملك توت عنخ آمون حتى يستطيع الحكم لأنه ابن الملكة كيا غير الحاملة للدم الملكي»، وتابع أن الملكة عنخ إسن آمون شهدت موت الملك ونهاية الأسرة الـ 18 المأساوية.

مهدي: زوجة الملك تتسم بية وبريئة من الخيانة

رغم وقوف الملكة عنخ إسن آمون بجانب زوجها، وتحمُلها عبء الخلافات الدينية والسياسية التي شهدتها الأسرة الـ 18، إلا أنها لم تسلم من الشائعات والأقاويل التي اتهمتها بخيانة الملك بسبب العثور على رسالة أرسلتها لملك الحيثيين بعد وفاة الملك لتطلب منه أن يُزوجها أحد أبناؤه الأمراء، وفقًا لحديث مهدي، مؤكدًا أن تلك الرسالة لم تدينها بقدر ما أثبتت براءتها ووطنيتها: «دي رسالة خوف على عرش مصر والدم الملكي»، إذ دفعها عدم ثقتها فيمن حولها إلى اللجوء للخارج، خاصة بعد أن أشارت أصابع الإتهام إلى مكيدة دبرها الوزير الأكبر «أي» لقتل الملك خلال رحلة صيد.

 وأشار الباحث الآثري، إلى مقتل الأمير الحوثي على يد الوزير «أي» خلال طريقه للملكة، لأنه خشي على ذهاب الحكم لغيره، وعُثر فيما بعد ختم يحمل اسم الملكة عنخ إسن آمون والوزير «أي» بما يفيد زواجه من الملكة عنوة، ليتربع بعدها على عرش مصر، ثم يجري  قتله على يد حور محب القائد العسكري آخر فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم.

يُذكر أن عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر اكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922، عن طريق الصدفة عند قيامه بعمليات حفر عند مدخل  قبر الملك رمسيس السادس في وادي الملوك.