«أنا على حافة الانتحار».. منشور كتبه الشاب مصطفى محمد توكل عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قبل ساعات من إقدامه على التخلص من حياته بإلقاء نفسه بسيارته من أعلى كوبري جامعة المنصورة مساء أمس، تاركًا رسالة لأقاربه وأصدقائه: «أشوفكم بخير وأبقو افتكروني وأبويا ميمشيش في جنازتي بالله عليكم».
تخلص الشاب العشريني من حياته، كانت الواقعة الثانية التي شهدتها مدينة المنصورة، بعد أن أقدم المتهم «م.ع» بإنهاء حياة الطالبة نيرة أشرف نحرًا بواسطة آلة حادة أمام إحدى بوابات جامعة المنصورة بعد أن سدد لها طعنتين بالصدر وتركها غارقة في دمائها تلفظ أنفاسها الأخيرة.
مصطفى توكل رثى نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة قبل وفاته
وخلال الساعات القليلة التي سبقت إقدام «مصطفى» للتخلص من حياته، تحولت صفحته الشخصية إلى سرادق للعزاء لنعي وفاة نيرة أشرف طالبة المنصورة، والتي قتلت غدرًا على يد زميلها، إذ نشر عقب انتشار أخبار الحادث صور من موقع الجريمة التي شهدت وفاة نيرة، وعلق عليها بالآية القرآنية: «ثُمَّ قَسَت قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحِجارة أو أشدُّ قسوة»، ثم تبعها بحديث الرسول صلَّ الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تَظْهر الفِتَن ويكثر الكذِبُ وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمانُ ويكثُرَ الهرجُ) فسأله أبي هريرة رضي الله عنه: “وما الهرْجُ؟” أجابه: “القـتْلُ”»، ثم علق قائلًا: «ربنا يخرّجنا من الدُنيا دي على خير».
وسرعان ما أعقب الشاب صاحب الـ26 عامًا هذا المنشور بآخر تضمن صورة «نيرة» تصاحبها بعض كلمات الرثاء والدعاء: «يبكى قلبي حزنًا عليكي وأنا لم أعرفك حتى، فما حال أمك!! ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته يا رب».
مصطفى توكل يهاجم قاتل نيرة أشرف
ومن منشورات العزاء، إلى الهجوم، بدأ الشاب العشريني في تداول بعض الصور التي تضمنت تعليقات وصفها البعض بـ«المستفزة» والتي تناولت هجومًا على المجني عليها وتبريرات للقاتل، وعلق عليها: «لكل عصر جاهليته، ونحن نجمع جاهلية كل العصور».
واستشهد الشاب مصطفى ابن مدينة المنصورة بفيديو يتضمن الآية القرآنية: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».
وفي مساء أمس، اللواء سيد سلطان مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من اللواء إيهاب عطية مدير المباحث الجنائية، بشأن قفز شاب بسيارته وهو بداخلها من أعلى كوبري جامعة المنصورة، لينتقل ضباط المباحث على الفور إلى مكان الواقعة وتبين أن السيارة «شيفروليه» بيضاء، تحمل لوحات «د. ي. أ. 3541»، وقائدها ويدعي «مصطفى. م. ت.».