| 60 كيلو من التمر الهندي على ظهره يوميا.. «أحمد»: «نفسي في محل»

يستيقظ «أحمد» صاحب الـ26 عاما، كل يوم في تمام الثامنة صباحا، ويهم بعد تناوله وجبة إفطار بسيطة، في ارتداء ملابس عمله إلى جانب قدرة معبأة بعصير التمر الهندي، يصل وزنها بعد امتلائها بالعصير حوالي 60 كيلو جرام، ثم يخرج بها من بيته قاصدا شوارع مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، التي يترجل بها مع قدرته يوميا حتى الثامنة مساءً حتى ينتهي من بيع كل العصير الذي بداخلها.

أحمد محمد شاكر، شاب صعيدي ولد بمحافظة سوهاج ويعيش حاليا بمحافظة كفر الشيخ، التي يعمل بها بائع لعصير التمر الهندي وبالتحديد بشوارع وطرقات مدينة دسوق، بدأ هذه المهنة في سن الـ14 عاما، ولم يعرف غيرها على الإطلاق.

وراثة عائلية

يقول «أحمد»، إنه تعرف على تلك المهنة عبر خاله، الذي عمل معه لمدة سنة كاملة، قبل أن يقرر الاعتماد على نفسه ويبدأ في العمل بها منفردا، موضحا أن شقيقه الأكبر يعمل بها أيضا، وأن تلك المهنة بمثابة الأرث الذي يتناقل بين أفراد عائلتهم.

ويضيف بائع عصير التمر الهندي، في حديثه مع «»: «أوقات أخويا اللي بيعمل العصير اللي هلف بيه في الشوارع، وأوقات ثانية أنا اللي بعمله، إحنا الاثنين بنعرف نعمله كويس».

حلم المحل

يأمل «أحمد»، أن يمتلك في يوم من الأيام محل عصير، يستطيع من خلاله أن يستغني عن القدرة الممتلئة بالعصير الذي ترهقه بشكل كبير يوميا.

ويتابع ابن محافظة سوهاج: «أنا دايما بقول الحمد لله، وأنا أحسن من غيري، بس نفسي أبطل أشيل القدرة دي، لأنها بتتعبني أوي، بس أنا مستحمل عشان أكل عيشي».

تنمر في الشوارع

وما يزيد الأمر صعوبة على بائع العصير، هو التنمر والسخرية التي يتعرض لها أحيانا كثيرة في الشوراع من قبل بعض الشباب.

ويكشف «أحمد»: «أكتر حاجة بتضايقني لما يقابلني مجموعة من الشباب ويطلبوا مني تمر عشان يرموه على بعضهم ويهزروا مش عشان يشربوه، ساعتها بحس أني الحاجة اللي ببعها ملهاش قيمة، وده بيحصل كتير من الشباب، بس ده أكل عيشي ولازم استحمل».

عصير بالمجان

ويبيع بائع العصير الكوب من التمر الهندي بحوالي 2 جنيه، وعادة ما يظل في الشارع حتى الثامنة مساءً حتى ينجح في بيع الكمية الكبيرة من العصير التي يحملها على ظهره، ورغم هذا لا يتردد «أحمد» في بيع العصير بالمجان لأي مواطن يشعر أنه لا يملك ثمن الكوب العصير الذي يرغب في شربه، حسبما يشير «أحمد» في نهاية حديثه مع «».