اختلفت صور وأشكال التسول والاستجداء باختلاف المجتمعات والأزمة، فمنها الجلوس في الشوارع بالأطفال ومد الإيدي، أو بيع الآيات القرآنية في وسائل المواصلات العامة أو تبخير المحلات، إلا أنه نتيجة التطور التكنولوجي وظهور الإنترنت، برز نوع جديد من التسول وهو التسول الإلكتروني، الذي يستجدي فيه الشخص عبر منصات الـ«سوشيال ميديا» ويدعي الفقر والعوز الشديد محاولًا استعطاف متابعيه للحصول على أي مساعدات منهم.
التطور التكنولوجي وظهور التسول الإلكتروني
يعد التسول ظاهرة عالمية قديمة وتختلف في طبيعتها وأنماطها وآلياتها من مجتمع إلى آخر ومن حقبة زمنية إلى أخرى، بحسب ما ذكر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«»، مضيفًا أن ظاهرة التسول زادت في الآونة الأخيرة نتيجة دخول الإنترنت، وبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بالفعل ومن السهل التواصل فيه بين جميع البشر.
وأكد «هندي» أنه وبعد أن كان بيع البخور والآيات القرآنية في المواصلات العامة، وتبخير المحال التجارية، والجلوس في الشوارع رفقة أطفال أو التجول في الطرقات بملابس متسخة هي أنماط وطرق التسول المعروفة، أصبح الآن التسول الإلكتروني هو الأكثر انتشارًا، وظهر معه «المتسول الشيك»، عوضًا عن القديم التقليدي الذي يدعي الإعاقة والمرض ويظهر بملابس ممزقة متسخة.
أسباب ظهور التسول الإلكتروني
كما أوضح استشاري الصحة النفسية، أن انتشار ظاهرة التسول الإلكتروني يعود إلى عدة أسباب، منها:
– ضيق الناس من طرق التسول التقليدية.
– ظهور عالم موازي للعلاقات الإنسانية.
– التسول عبر الإنترنت لا يتطلب ساعات عمل معينة.
– التسول عبر الإنترنت لا يحتاج إلى بذل مجهود.
– المتسول الإلكتروني لا يحتاج إلى تأجير أطفال أو إدعاء الإعاقة والمرض والاستجداء بنبرة معينة يتغلب عليها المسكنة والبكاء.
– أقل خطورة من ناحية الملاحقة القانونية.
– يحصل المتسول الإلكتروني على مساعدات كبيرة بخلاف المتسول التقليدي الذي يتلقى جنيه أو اثنين.
– يحمي من الفضيحة والتجريس الاجتماعي.
– لا يرتبط بمواسم وفترات معينة.
ونصح «هندي» كل رواد الـ«سوشيال ميديا» مِمَن يتعاطفون مع هؤلاء المستولين، بأن يتمتعوا بمزيدٍ من الثبات الانفعالي وتحكيم العقل، وعدم التبرع إلا للجهات الرسمية والموثوق فيها، بالإضافة إلى عدم التورط في الحديث مع الأشخاص الأغراب أو الصفحات المجهولة لتجنب الابتزاز الإلكتروني.