أمريكا والصراع مع الكبار ،، جلال نشوان

وطالما احتفظت الصين بترسانة نووية أصغر بكثير من روسيا أوالولايات المتحدة، الأمر الذي يضمن لها امتلاك الحد الأدنى من قدرة الردع، وذلك عبر توجيه ضربة إنتقامية ردًا على الضربة النووية الأولى للعدو. وأما بالنسبة لروسيا، فتمتلك الآن واحدًا وعشرين نوعًا جديدًا من الأنظمة النووية، ويمكنها إضافة آلاف الرؤوس الحربية إلىترسانتها النووية الحالية، والتي يتواجد أكثر من نصفها خارج حدودها. تعزز روسيا أسطولها في المحيط الهادئ، ويعتقد خبراء أن أسطولها في المحيط الهادئ والبحر الشمالي أقوى تشكيلتين بحريتين لروسيا، وتشمل أيضًا أساطيل في البلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين، الا أن الاخيرة تقع ضمن دائرة التوتر مع قوات الناتو بشكل روتيني.

كما تواجه الولايات المتحدة صعوبةً كبيرةً في تمرير ميزانية الدفاع الان، الأمر الذي يعني عدم قدرتها في الخوض بمشاريع عسكرية جديدة أو توفير دعم لحلفائها سواء من خلال بيع المعدات العسكرية الأميركية أو تأمين دعمها. ليس من المتوقع أن يسلك الاتحاد الأوروبي سلوكاً موحداً تجاه حرب الكرملين إن حدثت، تماماً كما سيكون موقفها غير موحد تجاه هجوم صيني قد يحدث على تايوان. وعودة إلى الماضي، قوبل احتلال روسيا لخُمس أراضي جورجيا عام ٢٠٠٨ وضم شبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤، دون فرض عقوبات ذات مغزى في الحادث الاول، وطفيفة في الحادث الثاني، كما لا تتفق دول الاتحاد على موقف واحد تجاه الصين.

وبالرغم من قوة الولايات المتحدة الأمريكية الا أنه تبقى الحقيقة التالية :

يقف جو بايدن اليوم في موقف ضعيف، في مواجهة هذه الأزمة المتشعبة، التي خلقتها بلاده، في إطار عدائها المعلن الموجه ضد الصين وروسيا مؤخراً، إذ أن محاولات واشنطن لمحاصرة نديها في عقر دارهما اليوم ليس بالأمر السهل، خصوصاً وأن البلدين تستعيدان عصرهما الذهبي، الذي كان خلال خمسينيات القرن الماضي، فازدادت مشاريعهما الخاصة بالنفط والغاز، وتطور تشييد الجسور الجديدة للسكك الحديدية والطرق السريعة التي تربط البلدين، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة، ناهيك عن تطور التجارة والاستثمار بين البلدين. ورغم أن نتائج قمة بايدن- بوتين الافتراضية الأخيرة، قد سمحت بتجميد الأزمة الروس ، الا أن قادم الأيام بحمل في طياته الكثير ، فالدول تضع مصالحها في المقدمة دائما