إبراهيم ابراش يرد على موسى ابو مرزوق ..

في رد الدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على مقالي المعنون (كفى مكابرة ومعاندة يا حماس) المنشور بتاريخ ٢٦ فبراير في أكثر من صحيفة وموقع قال في مستهل رده المطول حرفيا: (لو لم أكن اعرفك لقلت إن كاتب المقال هو افخاي ادرعي) !
هذا ما دفعني لأرد عليه مباشرة وانشر ردي الآن بعد تصريحات ابو مرزوق وقادة حماس في تركيا قبل يومين.
تحياتي الأخ الفاضل موسى ابو مرزوق
 
احمد الله انكم تعرفونني وإلا اتهمتوني بالخيانة لمجرد  قولي بأن الوطن اهم من الأحزاب وأن زوال حركة حماس من المشهد لن ينهي القضية ،مع أنني قلت بأن الأمر ينطبق على كل الأحزاب ،وحال القضية يؤكد أن كل الطبقة السياسية وأحزابها اوصلت القضية الوطنية لطريق مسدود كما فشلت كل حوارات المصالحة والانقسام ما زال مستمرا، وعجز الجميع عن وقف حرب الأبادة على غزة .
قد تقول إن حماس استثناء لأنها تقاوم ولكن نذكركم ان كل فصائل المنظمة قاتلت في الوطن وخارجه وقدمت شهداء اكثر من شهداء حماس كما ان غالبية شهداء المشروع الوطني كانوا من الفدائيين بينما غالبية من استشهد في عهد مقاومة حماس من المدنيين، 
اخي الفاضل لا نشكك ببطولات وتضحيات مقاتلي حماس ولكن في النهاية الحروب بنتائجها وليس بالبطولات الفردية للمقاتلين، ولا يمكن أن ينتصر حزب أو حركة سياسية على حساب تدمير وطن، ولا مجال للمقارنة بفيتنام والجزائر فعالم اليوم ليس عالم ذاك الزمان وجفرافيتنا ليست جغرافيا تلك الدول.
لماذا تعتبر أن حماس كحزب أو جماعة سياسية ستستمر إلى الأبد بينما الأحزاب ظاهرة سياسية لها دور وظيفي في المجتمع و دوامها مرتبط بقدرتها على تحقيق المصلحة الوطنية وليس مصلحة الحزب وقادته وايديولوجيته ، وكل الأحزاب تخطئ وتصيب ومصيرها الزوال ولو بعد حين أو تغير اسماءها وايديولوجينها وخصوصا ان جاءت الرياح بما لا تشتهي سفنها، وحركةحماس أدخلت القضية الوطنية في متاهة بعد عملية طوفان الأقصى وانتم تعلمون ما لحق بغزة من خراب ودمار. 
أن نقول بزوال حماس وقادتها ليس دعوة للقضاء عليها بل دعوة لتغليب مصلحة الوطن على مصلحة الحزب وخصوصا أن الحوارات الجارية في موسكو والتي تشارك فيها حماس لا تستبعد غياب حماس عن المشهد السياسي المباشر في غزة .
 ومن جهة أخرى كثير من فروع الأخوان المسلمين غيروا اسم حزبهم حتى يندمجوا في المجتمع ويتم قبولهم دوليا.
يبدوا اخي الفاضل انكم تعتبرون حماس حركة وحكومة  ربانية لا تخطى ولا تنهزم ولا يجوز انتقادها وأنها أهم 
من الوطن وفوق الشعب، وليحترق الشعب وتدمر غزة وليذهب الوطن إلى الجحيم بل ولتذهب حماس غزة إلى الجحيم والمهم أن تستمر قيادات حماس في الخارج بخير وان تعلن انتصارها ليس فقط على إسرائيل بل على منظمة التحرير وتثبت نفسها ممثلا شرعيا وحيدا على بقايا شعب فلسطين.
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
د.ابراهيم ابراش