استياء في أمريكا بعد إلغاء المحكمة العليا برنامجًا رئاسيًا ل


06:32 م


السبت 01 يوليه 2023

واشنطن – (ا ف ب)

خلف قرار المحكمة العليا الأمريكية الصادر الجمعة بإلغاء برنامج أقره الرئيس جو بايدن في 2022 لشطب الديون الطلابية، استياء كبيرا لدى الأمريكيين الذين كانوا يعولون على هذا البرنامج لتخفيف أعباء هذه القروض التي ترافقهم على مدى سنوات طويلة وتعيق تقدم المسار المهني للعديد منهم وتضع أمامهم عددا من الحواجز الاقتصادية. فيما سارع بايدن إلى الكشف عن “خطة جديدة” لتخفيف أعباء الديون الطلابية إذ يرزح نحو 43 مليون أمريكي تحت عبء قروض طلابية بقيمة 1,6 تريليون دولار.

عبر أمريكيون عن خيبة أملهم من قرار أصدرته المحكمة العليا في البلاد الولايات المتحدة يقضي بإلغاء برنامج الرئيس جو بايدن لشطب الديون الطلابية، وهو البرنامج الذي كان سيمنح عشرات الملايين إعفاءات قد تصل نصف المبالغ التي يتوجب عليهم تسديدها.

وقالت ساترا د. تايلور لوكالة الأنباء الفرنسية خارح مبنى المحكمة في العاصمة الأمريكية “لقد أوجدنا نظام التعليم العالي الجائر وغير المتساوي والباهظ الكلفة، والآن علينا إصلاحه”.

واستدانت تايلور 40 ألف دولار لإكمال تحصيلها الجامعي في الولايات المتحدة، وستضطر لتسديد هذا المبلغ كاملا بعدما حرمها قرار المحكمة العليا من فرصة إعفائها من نصف هذا المبلغ.

وفي دليل على كلفة التعليم الجامعي في بلادها، اضطرت هذه الشابة البالغة 27 عاما، لاستدانة 40 ألف دولار، وأضافت إليها منحة جامعية ومساعدات مالية أخرى، للتمكن من نيل شهادتها.

تجاوز الصلاحيات

ويرزح نحو 43 مليون أمريكي تحت عبء ديون طلابية بقيمة 1,6 تريليون دولار، ويضطر كثيرون إلى سدادها على مدى عقود، في التزام مالي منهك يترافق مع بدء مسيرتهم المهنية أو تأسيس عائلة.

وأعلن بايدن في أغسطس 2022 برنامجا يقضي بشطب ما يصل إلى 20 ألف دولار من الديون الطلابية لمن ينتمون إلى طبقات محدودة أو متوسطة الدخل، بقيمة إجمالية بلغت 400 مليار دولار.

لكن المحكمة العليا أعلنت الجمعة إلغاء البرنامج، مبررة ذلك بأن بايدن تجاوز صلاحياته، وكان عليه الحصول على موافقة الكونغرس نظرا لكلفة البرنامج المالية الباهظة على خزينة الدولة الأمريكية.

ورأت تايلور التي كانت ضمن مجموعة شبابية تحتج خارج مبنى المحكمة القريب من الكونغرس، أنه “يجدر بكل أمريكي يريد متابعة تعليمه العالي أن يتمكن من القيام بذلك”.

وأشارت العضو في مجموعة “يانغ إينفينسيبيلز” للمناصرة الشبابية إلى أن الكثير من الطلاب لا يملكون ما يكفي من المال “لدفع كلفة جامعاتهم. يجب أن تكون معفية من الديون”.

ورأت تايلور، وهي من أصول أفريقية، أن قرار إلغاء برنامج شطب الديون يعد نكسة للطلاب من ذوي الأصول الأفريقية أو اللاتينية “الذين استفادوا بنسبة أكبر من هذا الإعفاء”.

وأضافت أن قرار المحكمة العليا “ليس فقط مسألة تتعلق بالعدالة الاجتماعية، بل أيضا بالعدالة العرقية”، مشددة على أنها لم تفاجأ بقرار المحكمة التي يهيمن عليها قضاة محافظون.

وجاء إلغاء برنامج شطب القروض غداة قرار آخر للمحكمة حظرت بموجبه اعتماد الجامعات معايير على صلة بالعرق أو الإثنية لقبول الطلاب، ملغية بذلك ممارسة مطبقة منذ عقود عززت الفرص التعليمية لأمريكيين متحدرين من أصول أفريقية وأقليات أخرى.

“خطة جديدة”

وسارع بايدن ليل الجمعة السبت للإعلان عن “خطة جديدة” لتخفيف ديون الطلاب “بأسرع وقت ممكن” ردا على قرار المحكمة.

وقال في خطاب متلفز “أعلم أن هناك ملايين الأمريكيين في هذا البلد يشعرون بخيبة أمل وبإحباط أو حتى ببعض الغضب. علي أن أعترف أنني أنا أيضا أشعر بذلك”، مؤكدا أن إدارته ستقر إجراءات “لتخفيف أعباء الديون الطلابية عن أكبر عدد ممكن من المقترضين وفي أسرع وقت ممكن”.

وبالنسبة إلى مينا شولتس (37 عاما) التي استدانت 65 ألف دولار، لا يقتصر تأثير الديون الطلابية على فئة معينة بل يطال الاقتصاد الأمريكي بمجمله.

وتتحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن “النعمة” التي حلت على ملايين الأمريكيين جراء قرار الرئيس السابق دونالد ترامب تجميد سداد القروض الطلابية خلال الجائحة.

وأوضحت خريجة جامعة جورج واشنطن أن الناس “تمكنوا من المساهمة في الدورة الاقتصادية بشكل أكبر”، أكان في الإنفاق على المواد الغذائية أو دفع إيجارات المنازل.

وكانت شولتس مؤهلة للاستفادة من شطب 10 آلاف دولار من قرضها الطلابي، ورأت أن هذا المبلغ “كان ليساعدني حقا”.

وأوضحت أن مبلغا كهذا يعد “ضخما” بالنسبة لكثيرين، مشيرة إلى أنها ستدفع 340 دولارا شهريا مع استئناف سداد الدين في الفترة المقبلة.

وفي المكان نفسه، لم تتمكن شانا هاينز (34 عاما) من السيطرة على مشاعرها أثناء حديثها إلى وسائل الإعلام: فدينها الطلابي ارتفع إلى 150 ألف دولار بعد إضافة الفوائد إلى قيمته الأساسية التي كانت 130 ألفا.

وقالت بتأثر “أطلب منكم أن تتذكروا أن أزمة الدين الطلابي تؤثر على أجدادنا وأهلنا. وصولا إلى أولادنا والأجيال المقبلة”.