الإنسان يعيش 15 ثانية في الماضي

ترصد عين الإنسان باستمرار كمية هائلة جدا من المعلومات المتلاحقة المرئية غير المنتهية، التي تتضمن ملايين الأشكال والألوان والحركات المتغيرة والسريعة من حولنا، بالإضافة إلى التغيرات التي تطرأ على العالم بسبب تغير شدة الضوء وحركته.

وكشف بحث جديد ركز على دراسة طريقة تعامل دماغ الإنسان مع هذا الكم الكبير من التشويش، رصد الباحثون قيام الدماغ بإنشاء ما يشبه «آلة الزمن»، التي يقوم من خلالها بجمع هذه المدخلات الجديدة بشكل فوري، ودمجها بالقديمة التي تم رصدها خلال 15 ثانية، من أجل إنشاء بيئة مستقرة يشعر بها الإنسان.

وبحسب العلماء، يقوم دماغ الإنسان بجمع المشاهد القديمة والمتشابهة، ودمجها معا لتأمين بيئة نظر مستقرة، أي أن دماغنا قد يجعلنا نعيش في الماضي لتأمين إمكانية الحصول على هذا الاستقرار وعدم رصد الملاحظات الطفيفة جدا التي تحدث خلال الثانية الواحدة في العين وبسرعة كبيرة جدا.

«يشبه الدماغ آلة الزمن التي تستمر في إعادتنا بالزمن إلى الوراء، إنه يشبه التطبيق الذي يدمج مدخلاتنا المرئية كل 15 ثانية في انطباع واحد حتى نتمكن من التعامل مع الحياة اليومية».

ونوه العلماء إلى أنه في حال كانت أدمغتنا ترصد دائما الأحداث في الوقت الفعلي، فسيشعر الإنسان وكأن العالم عبارة عن مكان فوضوي مع تقلبات مستمرة في الضوء والظل والحركة، أي أننا سنشعر بنفس شعور الإنسان بحالة «الهلوسة».