التقارب بين تل أبيب وأنقرة: السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في تركيا ثم عودة السفراء

قال مسؤول إسرائيلي رفيع، اليوم الإثنين، إن تل أبيب وأنقرة تقتربان من التوصل إلى تفاهمات ستسمح بعودة الطائرات الإسرائيلية إلى المطارات التركية بعد سنوات من المنع، وذلك في خطوة نحو ترميم العلاقات الثنائية تمهيدا لعودة تبادل السفراء بين الجانبين.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، أنه في غضون أسابيع قليلة، ستحصل شركات الطيران الإسرائيلية على تصريح بالهبوط في تركيا، بما في ذلك في مطاري مدينتي إسطنبول وأنطاليا.

وبحسب المسؤول الذي لم يكشف الموقع عن هويته، فإنه بعد توقيع تركيا وإسرائيل على اتفاقية طيران متبادل جديدة مطلع تموز/ يوليو الجاري، يعمل الطرفان على وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل النهائية التي ستسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالسفر إلى تركيا، مع تلبية المتطلبات الأمنية الإسرائيلية الصارمة.

وأكد المسؤول أنه “فور استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، ستأتي الخطوة التالية في عملية المصالحة بين أنقرة وتل أبيب وهي عودة السفراء”. علما بأن تركيا كانت قد طردت آخر سفير لإسرائيل لديها، في أيار/ مايو 2018، وأخضعوه لفحص أمني محرج، وهو في طريق العودة إلى إسرائيل.

ومنذ نحو 15 عاما منعت تركيا هبوط الطائرات الإسرائيلية في مطاراتها، بسبب توترات وخلافات بين الجانبين، وذلك في أعقاب الخلافات بين السلطات الإسرائيلية والتركية حول شروط تل أبيب الأمنية المعقدة بشأن تأمين الرحلات الجوية الإسرائيلية المغادرة من تركيا باتجاه تل أبيب.

وفي آذار/ مارس 2007 ، أوقفت شركة “إل عال” الإسرائيلية تسيير رحلاتها الأسبوعية الثلاث إلى إسطنبول، موضحة أن الخط “يعاني من تكلفة أمنية شديدة وقيود على الأنشطة الحالية، ناتجة عن المعايير العالية المرتبطة بالحساسيات الأمنية”.

وفي السابع من تموز/ يوليو الماضي، وقعت إسرائيل وتركيا على اتفاق طيران متبادل، لأول مرة منذ العام 1951، يسمح بتسيير شركات طيران إسرائيلية رحلات جوية إلى غايات عديدة في تركيا، وبتسيير شركات طيران تركية رحلات جوية إلى إسرائيل.

وخط الطيران الجوي المفتوح بين تركيا وإسرائيل يعتمد أساسا على شركات الطيران التركية وعلى رأسها شركة “تركيش إيرلاين” (الخطوط الجوية التركية)، الأمر الذي سعى اتحاد الطيارين الإسرائيليين محاربته منذ عدة سنوات، بحجة أن “المنافسة غير العادلة تمنح الشركات التركية ميزة حصرية لدولة تعتبر وجهة جذابة للسياحة والأعمال ورحلات الشحن”.

ويأتي توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى في أعقاب زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، كوزير للخارجية إلى أنقرة، قبل توقيع الاتفاقية بنحو أسبوعين، ولقائه مع وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو. وجاء الاتفاق في إطار القرار الذي اتخذه الجانبان بتطوير العلاقات الثنائية بينهما.

وفي الشهر الماضي، تحدث لبيد لأول مرة مع أردوغان، وقال مكتبه في ذلك الوقت إن الاثنين رحبوا باتفاقية الطيران الموقعة بين البلدين، وأعربوا عن أملهم في مزيد من التحسن في العلاقات بين البلدين.

وشهدت العلاقات الإسرائيلية التركية تحسنا ملحوظا في الأشهر الأخيرة، توجت بزيارة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ إلى أنقرة، حيث التقى نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، في آذار/ مارس الماضي، وذلك ضمن حملة تركية بدأت 2020 لإصلاح العلاقات مع خصومها، إذ حاولت التقرب من مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية، لتحسين موقفها الإقليمي وتعزيز علاقتها مع واشنطن والاتحاد الأوروبي.