الرئاسة التركية : زياره مفاجئة لمستشار الامن الوطني الاماراتي الى انقرة

 
قام مستشار الامن الوطني بدولة الامارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد زيارة استثنائية الى تركيا التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعددا من كبار المسؤولين السياسيين. وتمحورت الزيارة حول العلاقات بين البلدين وسبل دفعها الى آفاق جديدة تتلاءم مع المتغيرات الجيو- السياسية والاقتصادية التي احاطت بالمنطقة والعالم. 
وتكللت الزيارة بحسب مصادر تركية رفيعة بالنجاح في ترجمة الجهود التي بذلت في مراحل سابقة في سبيل ايجاد ارضية للعمل المشترك على المستويين السياسي والاقتصادي.  
و قد تناولت الزيارة تطور العلاقات بين ابو ظبي وانقرة وانعكاسها على الاوضاع في المنطقة. وكان تطابقا في وجهات النظر بين الرئيس اردوغان والشيخ طحنون حول عدد من الملفات السياسية الاستراتيجية. 
الى ذلك افرزت الزيارة تطورا اقتصاديا بارز تمثل في فتح ابواب الاستثمار  والاسواق والمحافظ المالية في تركيا امام الشركات الاماراتية. 
ومعلوم ان الشيخ طحنون كان القناة السرية الاساسية التي ربطت بين ابو ظبي وانقرة في ظل اصعب الظروف التي عصفت بالعلاقة بين البلدين. وقد وصفت مصادر تركية طحنون بامير الظل، لكونه لعب دورا محوريا في مد جسور التواصل بين ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس اردوغان، من خلال العمل الدؤوب الذي احاطه بسرية تامة، فقلة قلية في مراكز القرار الاساسية في تركيا تعلم ان رئيس جهاز المخابرات التركية حقان فيدان التقي الشيخ طحنون قبل سنتين في ذروه الازمه الليبيه، التي اتخذت طابعا عدائيا بين انقرة وابوظبي. وتبع ذلك اللقاء سلسلة طويلة من التواصل السري، وصولا الى لقاء مفصلي حصل منذ اسابيع في عاصمة عربية وافضى الى اختراق مهم في العلاقة بين البلدين ، وتم تتويجه بزيارة الامس التي وصفتها اوساط مطلعة برأس حبل الجليد.  
وكان اللافت في الزيارة التوافق حول خلق تعاون استثماري مستند الى خطة عمل استثمارية اعتمدتها ابو ظبي وحققت ارقاما قياسية، في ظل جائحة كورونا التي فرضت على الاسواق  والمحافظ المالية العالمية تراجعات حادة. 
يذكر ان اسواق ابو ظبي شهدت منذ بداية العام طفرة مالية استثنائية، في ظل صعود شركات اماراتية كبرى اسهمت في تعويم السوق المالية الاماراتية، وقد فرضت تلك الشركات نفسها لاعبا اساسيا في اسواق المنطقة. ومن بين ابرز الشركات، الدولية للأوراق المالية، المملوكة للشركة العالمية القابضة، التي تداولت خلال اقل من ستة اشهر  119.6 مليار درهم (بيعاً وشراء).
علما ان الدولية قد أبرمت خلال العام الجاري 57.377 ألف صفقة تم من خلالها شراء 7.9 مليار سهم، بلغت قيمتها 61.4 مليار درهم، فيما عقدت 60.452 ألف صفقة تم من خلالها بيع 6.9 مليار سهم بقيمة 58.1 مليار درهم.