الرياض موسكو.. الشراكة الاستراتيجية المتجددة

في أكتوبر عام ٢٠١٨، أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أهمية استمرار التعاون وبناء الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وروسيا، وبحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها، والمزيد من المشاريع الاستثمارية والإنتاجية المشتركة، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. ومضت الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وموسكو في إطار التحالف الاستراتيجي وتعزيز مناطق القوة في هذه الشراكة والبحث عن قواسم مشتركة في القضايا التي توجد فيها وجهات نظر بحيث لا تتوقف عجلة العلاقة بسببها.وعُرف عن روسيا في سياساتها الخارجية أنها سياسة عقلانية تسمح للقادة الروس بالتفاعل مع صناع القرار في المنطقة والعكس. ومقاربة روسيا المرنة تسمح لها باستغلال الفرص مع الحد من خسائرها وزيادة مكاسبها عبر سياسة متوازنة دون مواربة.. ونجحت استراتيجية روسيا الإقليمية والعربية في التناغم تارة والتماهي أخرى، واتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب؛ بهدف الحفاظ على مكتسبات روسيا الجيوسياسية في المنطقة، التي تتمثل بصورة رئيسية في مضاعفة نفوذها ومكانتها في أنحاء الشرق الأوسط. وعندما أكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قبل أيام على تصميم المملكة على تعزيز التعاون مع روسيا لـ«تحقيق الأمن ومواجهة تحديات اليوم» فإنه جدد على مواقف المملكة وشدد على ما قاله ولي العهد بضرورة استمرار التعاون وبناء الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وروسيا، وبحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها، وفق الرؤية ٢٠٣٠. الأمير خالد بن سلمان لم يكتفِ بذلك، بل أكد حرص واهتمام القيادة الحكيمة على تنمية وتوطيد هذه العلاقة التاريخية، لتصل لطموح وتطلعات قيادتينا لرعاية مصالح شعبينا لاستمرار التنمية والرخاء والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. ورغم قصر زيارة نائب وزير الدفاع إلا أن جدوله كان مزدحما، حيث التقى وزير الدفاع الروسي وناقش معه سُبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي، وسعي البلدين لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أعلن الأمير خالد بن سلمان مساء الإثنين الماضي توقيع اتفاقية بين السعودية وروسيا، تهدف لتطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين. إن بناء المملكة شراكات واتفاقيات مستقبلية مع روسيا تعزيز للمكانة المتقدمة للمملكة على الصعيد الإقليمي والدولي ولا يمكن تجاهل الدور الروسي في خريطة المشهد العالمي.