السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي

يدرك العاملون في المجالات الأكاديمية، والأبحاث السياسية أكثر من غيرهم أن الدور السعودي مهم وحيوي، خصوصاً لخفض التصعيد، وإزالة التوتر، وتشجيع الأمن والاستقرار في المنطقة. أما السياسيون والعامة فينظرون إلى السعودية من زاوية مصالحهم، ومصالح أحزابهم الحاكمة، ومن خلال انطباعاتهم، ونظرتهم الشخصية الضيقة. صحيح أن للسعودية مصالحها، لكنها لم تقدّم مصلحتها على مصالح الدول العربية الشقيقة. وظل موقفها منذ عقود أن المنطقة ستزدهر إذا عمّها السلام، وهيأ لها الأمن والاستقرار متابعة تنفيذ طموحاتها الاقتصادية، ونظرتها إلى التعاون بين الدول الشقيقة والصديقة. إن الدور السعودي ناجم عن وزن السعودية في السياسة والاقتصاد العالميين. فهي عضو في مجموعة الـ20، والقوة الأكبر في منظمة الدول المصدرة لأوبك، ومنظمة أوبك بلس. وتتبدى ملامح ثقلها الإقليمي والدولي من حيث عنايتها بمقدسات المسلمين، وحرصها على وحدة الصف العربي والإسلامي. وقد اقتضى هذا الدور أن تسارع المملكة لقيادة مبادرة سلام في السودان، وأن تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة المتفاقمة الناجمة عن حرب إسرائيل الباطشة بسكان قطاع غزة. ويمتد الدور السعودي الكبير ليشمل تغيّرالمناخ، وتشجيع الطاقات البديلة. وهو دور ليس أمام المملكة خيار سوى مواصلته، لأنها جزء أصيل لا يتجزأ من المنطقة، ولأنها تملك مناهج، ومقاربات، وتفكيراً إستراتيجياً يقود إلى إيجاد مِزاج يقود إلى تقبل التسويات، والحلول الممكنة.