العنف يتجدد في «كسلا السودانية» وقبائل تقطع الطرق

على رغم تعزيز السلطات السودانية وجودها الأمني وعودة الهدوء إلى ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، أغلقت مجاميع من قبيلة الهوسا اليوم (الاثنين) الطريق الواصل بين منطقة القضارف والعاصمة الخرطوم وسط استمرار الاشتباكات والعنف.

وأضرم محتجون قبليون في مدينة كسلا بولاية النيل الأزرق في السودان النار في أمانة الحكومة وأغلقوا الطرق احتجاجاً على أحداث العنف القبلي بالولاية، وأغلق المحتجون أيضاً جسر القاش في كسلا الذي يربط القادمين من خارج الولاية إليها.

ووضعت مجاميع من قبيلة الهوسا حواجز في عدة شوارع بكسلا مع دعوات للاعتصام بالمدينة تضامناً مع أبناء القبيلة في النيل الأزرق، وذلك على خلفية الأحداث والاشتباكات القبلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 قبلياً وإصابة 150 آخرين.

وبدأت شرارة العنف بعد مقتل مزارع في منطقة قيسان في تطور لخلاف حول إنشاء إدارة محلية الهوسا في الولاية الجنوبية الشرقية الواقعة بالقرب من الحدود مع إثيوبيا.

ونشرت السلطات قوات الدعم السريع لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما فرضت حظر تجول ليلي وحظرت التجمعات في بلدتي الروصيرص والدمازين حيث وقعت الاشتباكات، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن آلاف الأشخاص فروا من منازلهم منذ بدء الاشتباكات الأسبوع الماضي.

وعزا مراقبون سودانيون أسباب تجدد الاشتباكات بين المزارعين والرعاة فترة الخريف إلى الخلافات على الزراعة التي ظهرت بشكل كبير في ظل الانقسام في المشهد السياسي السوداني، والتي أدت إلى ضعف قبضة الحكومة على مفاصل الدولة، وأصبحت تتسم بقدر كبير من الهشاشة والسيولة، وهذا يغري بعض الجماعات المتفلتة باستغلال الوضع وتنفيذ ما ترى أنه القانون بيدها.

وأفاد إعلاميون سودانيون بأن هناك فراغا واضحا جدا لأنه لو كانت هناك قوات وحضور أمني وتدخل مباشر لم تكن لتحدث كل هذه الخسائر ولا عدد القتلى الذي بلغ أكثر من 60 شخصا حتى الآن، وهو رقم مرشح للزيادة، في ظل عدم استقرار الوضع نهائيا حتى الآن.