اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء

يصادف الرابع من حزيران/يونيو من كل عام، اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في آب/أغسطس 1982 في دورتها الاستثنائية الطارئة السابعة بشأن القضية الفلسطينية.

وتم إقرار هذا اليوم في أعقاب القلق الذي ساد الأمم المتحدة في أعقاب التقارير التي كشفت عن عدد مروّع من الضحايا الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء، الذين سقطوا في أعمال العدوان التي ارتكبتها إسرائيل خلال اجتياح لبنان.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر تضرراً في حالات الحروب والصراعات المسلحة، فيما يشكل تجنيد الأطفال واستخدامهم في الحرب والقتل والعنف الجنسي، والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات والحرمان من وصول المساعدات الإنسان؛ أكثر الانتهاكات شيوعا.

وحول الغرض من إقرار هذا اليوم حسب موقع الأمم المتحدة، فهو الاعتراف بمعاناة الأطفال من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية في جميع أنحاء العالم.

ويؤكد هذا اليوم التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال، بموجب اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، وتتناول حقوق الأطفال ومسؤوليات الحكومات تجاههم.

وتؤكد المنظمة الدولية أن السنوات الأخيرة شهدت ازدياد نسبة الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال في العديد من مناطق الصراع، داعية إلى بذل المزيد من الجهود لحماية 250 مليون طفل يعيشون في الدول والمناطق التي تشهد الصراعات، والعمل على تعزيز القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وكفالة المساءلة عن انتهاكات حقوق الطفل.

وبعد 39 عاماً من إقرار اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، تبقى الانتهاكات التي تستهدف الأطفال في فلسطين دليلاً على أن إسرائيل لا تلقي بالاً لأي من الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان ولا تلتزم بالاتفاقيات التي تكفل الحماية للمدنيين الفلسطينيين، خاصة الأطفال الذين تطالهم انتهاكات الاحتلال قتلاً وجرحاً واعتقالاً وتهجيراً.

وتبين الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة أن أكثر من رُبع الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة هم من الأطفال، حيث وصل عدد الشهداء من الأطفال 66 من أصل 260 شهيداً وشهيدة.

وفي ذات العدوان، رصد التقرير الصادر عن وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، أن عدد الأطفال المصابين في قصف الاحتلال وصل إلى 560، أي ما نسبته نحو 29% من مجمل الجرحى.

ولا يترك العدوان أثره الجسدي على الأطفال، حيث أصدرت منظمة “أنقذوا الأطفال” تحذيراً حول المعاناة النفسية التي ستطارد أطفال قطاع غزة في السنوات المقبلة.

وتفيد المنظمة بأن الأطفال في القطاع يعانون من الخوف وقلة النوم، وتظهر عليهم علامات القلق مثل الاهتزاز المستمر والتبول اللا إرادي.

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، فإن تأثير القصف خلال أيام العدوان كان عنيفا جداً على الأطفال لأنه استهدف بيوتهم والتي ترمز عادة إلى الشعور بالأمان.

وسيعاني الكثير من الأطفال حسب “يونيسف” من تأثيرات الصدمة، خصوصا الذين انتظروا تحت الأنقاض لساعات قبل أن يتم إنقاذهم.

وذكرت المنظمة أنه وقبل العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، كان طفل من بين كل 3 أطفال بحاجة إلى الدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع العنف والضغط والخوف الذي يتعرضون له في حياتهم اليومية بسبب الوضع والحصار الإسرائيلي.

ويقبع في سجون الاحتلال حالياً نحو 180 طفلاً موزعين على سجون “مجدو” و”عوفر” و”الدامون”، ومنذ العام 2015، رصد نادي الأسير الفلسطيني أكثر من 7500 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين.

ووثقت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان أكثر من خمسين ألف حالة اعتقال سجلت فى صفوف الأطفال الفلسطينيين منذ العام 1967.

ووفقاً للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فقد تعرض 85% من الأطفال الفلسطينيين الأسرى فى سجون الاحتلال إلى العنف الجسدي خلال فترة اعتقالهم.