“بالأسلحة الأمريكية”.. طالبان تقترب من السيطرة على عاصمة أفغ


09:33 م


السبت 14 أغسطس 2021

كتب – محمد صفوت:

طوقت حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول، وبات بمقدورها التقدم نحو العاصمة من الشمال والجنوب والشرق، بعد سيطرتها على نصف عواصم الولايات الأفغانية، ما جعل الوضع الميداني حرجًا بالنسبة للحكومة.

في مواجهة تقدم طالبان، دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني، السبت، شعبه إلى إعادة تعبئة القوات المسلحة لمواجهة التقدم السريع لطالبان، مشيرًا إلى أنه يجري محادثات عاجلة مع قادة محليين وشركاء دوليين، مع اقتراب مقاتلي طالبان من كابول واستيلائهم على بلدة رئيسية جنوب العاصمة تعد واحدة من بوابات المدينة.

تشير الأنباء إلى أن طالبان تسيطر على منطقة تشار آسياب، التي تبعد 11 كيلومترًا فقط عن العاصمة، وواصلت هجومها على مدينة مزار شريف، المدينة الشمالية الرئيسية الوحيدة ونجحت في السيطرة عليها.

مدن تحت سيطرة الحكومة

بدأت طالبان هجومها وزحفها نحو العواصم الإقليمية في أفغانستان، تزامنًا مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد (الأمريكية والناتو) في مايو الماضي، وتسارعت وتيرة الهجوم الذي قابله مقاومة ضعيفة وأحيانًا دون مقاومة في الأسابيع الأخيرة.

طوقت الحركة العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية، ولم يبقى تحت سيطرة الحكومة الأفغانية إلا مدينتان كبيرتان فقط هي العاصمة كابول وجلال أباد. وذلك بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار شريف أكبر مدينة في الشمال السبت، وهروب القوات الحكومية نحو الحدود الأوزبكستانية.

أسلحة أمريكية

كشفت شبكة “سي إن إن” في تقرير لها السبت، عن سقوط أسلحة وعتاد أمريكي في أيدي طالبان، بعد سيطرة الحركة على قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد.

وأعلنت حركة طالبان الاستيلاء على عاصمة إقليمية أخرى هي غارديز جنوب العاصمة الأفغانية كابول السبت، بعدها سيطرة الحركة على عاصمتين لولايتين في أفغانستان ليرتفع بذلك عدد العواصم التي سيطرت عليها الحركة إلى 21 من 34 عاصمة ولاية.

يرى مراقبون أن الأسلحة التي استولت عليها طالبان ستعزز فرصها في الوصول إلى كابول، وتقوي قدرتها على تعزيز قبضتها على المدن التي تسيطر عليها.

مع زحف طالبان في يوليو الماضي، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، دفاعًا عن قراره الانسحاب من أفغانستان بعد حربًا استمرت 20 عامًا، قائلاً: “لقد قدمنا لشركائنا الأفغان كل الأدوات، دعوني أشدد على ذلك، كل الأدوات”

الأسلحة التي أنفقت الولايات المتحدة عليها مئات مليارات الدولارات خلال 20 عامًا لتجهيز الجيش الأفغاني وتدريبه عليها، لم تمنع زحف طالبان، لكن بعضها عززت قدراتها على السيطرة.

وتوضح جوستين فليشنر من مؤسسة بحوث التسلح أثناء النزاعات، لـ”فرانس برس” أنه على الرغم من أن القوات الأمريكية أخذت معها أثناء انسحابها المعدات التي تعد متطورة، إلا إن طالبان استحوذت على مركبات وآليات هامفي وأسلحة خفيفة وذخيرة.

ويرى رافايلو بانتوتشي، الخبير في كلية “إس. راجاراتنام” للدراسات الدولية في سنغافورة، أن هذا التسلح لن يساعد طالبان في الوصول إلى كابول فحسب، إنما كذلك في “تعزيز سلطتهم” في المدن التي سيطروا عليها.

واعتبر بانتوتشي، أن إمكانية طالبان في السيطرة على أسلحة أمريكية “مجانية” أمرًا خطيرًا ووصف الغنائم الأمريكية بأنها “نعمة سقطت على طالبان”.

اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، السبت، أن الانهيار السريع لأفغانستان هو جزء من هزيمة طويلة وبطيئة لأمريكا، مشيرة إلى أنه من اقتراب اكتمال الانسحاب من البلاد، تجد طالبان نفسها في أقوى حالاتها منذ 2001، قبل الغزو الأمريكي.

وذكرت أن الجيش الأفغاني الذي تلقى تدريبًا وأسلحةً أمريكية على مدار 20 عامًا يتراجع في شتى المناطق التي تزحف نحوها طالبان، وأحيانًا يستسلم دون قتال، مع زحف الحركة بمعدات أمريكية استولت عليها خلال الفترات الماضية.

تسريع وتيرة الانسحاب وائتلاف وثائق “سرية”

في غضون ذلك أصدرت السفارة الأمريكية في كابول، أمرًا لموظفيها إتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز الأمريكية التي يمكن أن تستخدمها طالبان “لأغراض دعائية”.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الجمعة، أن بلاده تعتزم إجلاء آلاف الأشخاص يوميًا، واستعداد “البنتاجون” لنشر 3 آلاف جندي في مطار كابول الدولي قبل نهاية الأسبوع الجاري، فيما وصلت أول كتيبة من المشاة البحرية الأمريكية إلى العاصمة الأفغانية لتأمين إجلاء الدبلوماسيين والأفغان المتعاونين مع أمريكا خلال العشرون عامًا الماضية.

ونقلت “واشنطن بوست” السبت عن مسؤولون أمريكيون قولهم، إن هناك مقترحًا في نقل السفارة قرب مطار كابول لتسهيل مهمة الانسحاب من البلاد وتأمين الموظفين مع استمرار إجلائهم.