بايدن يهاتف نتنياهو بشأن اجتياح رفح ومعبر كرم أبو سالم

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن تحدث هاتفيا مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين بعد دعوة الجيش الفلسطينيين إلى إخلاء شرق رفح في جنوب قطاع غزة.

وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي: “أخبرنا الحكومة الإسرائيلية بوضوح برأينا حول غزو بري كبير لرفح وسيتحدث الرئيس جو بايدن مع رئيس الوزراء الاثنين”.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله، أن بايدن كرر لنتنياهو مخاوف واشنطن بشأن العملية العسكرية في رفح.

وذكرت الوكالة، أن بايدن أخبر نتنياهو أن التوصل لوقف لإطلاق النار مع حماس هو أفضل وسيلة لحماية حياة الرهائن في غزة.

فيما نقل موقع واللا العبري عن مسؤول أمريكي، أن بايدن طلب من نتنياهو إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة على الفور، والذي تم إغلاقه يوم الأحد بعد هجوم حماس على موقع كرم أبو سالم والذي أسفر عن مقتل أربعة جنود.

وقال البيت الأبيض، مساء اليوم، أن نتنياهو وافق في اتصال مع بايدن على إعطاء ضمان لفتح معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات الإنسانية.

وأضاف البيت الأبيض، أن بايدن أعاد التأكيد على موقف الولايات المتحدة الواضح من العملية العسكرية في رفح

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الاتصال الهاتفي بين نتنياهو وبايدن المتعلق بالهجوم المحتمل على رفح استغرق نحو نصف ساعة.

فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “تحدث بايدن ونتنياهو على خلفية الجهود الأمريكية لمنع عملية واسعة النطاق في رفح”.

وصباح الاثنين، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية بدء عملية عسكرية برفح زعمت أنها “محدودة النطاق”، ووجهت تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بـ”إخلاء” شرق المدينة قسرا والتوجه لمنطقة المواصي جنوب غرب القطاع.

وتضم المنطقة التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها معبر رفح على الحدود مع مصر، وهو المنفذ الرئيس لمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة والوحيد الذي يُستخدم لنقل عشرات المصابين بجروح خطيرة، لتلقي العلاج بالخارج في ظل شح الإمكانيات الطبية في مستشفيات القطاع؛ جراء الحرب وقيود إسرائيلية.

وسبق أن دعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي هجوم على رفح المكتظة بالنازحين، إلا أن إسرائيل تصر على العملية بذريعة أن رفح “آخر معاقل حركة حماس”.

يأتي ذلك فيما تصاعدت التحذيرات، خلال الساعات الأخيرة، على مستوى الدول والمنظمات الدولية من مخاطر العملية الإسرائيلية على رفح.

إذ أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن “قلقها العميق” إزاء “تهجير سكان غزة قسرا” من رفح حيث لا يوجد “مكان آمن” للجوء إليه، بينما حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على رفح “سيجعل من العسير إيقاف انتشار المجاعة في المنطقة”، وسيعني “مزيدا من المعاناة والوفيات”.

كما حذرت فرنسا من أن أي “تهجير قسري” من رفح سيكون بمثابة جريمة حرب، وأعربت ألمانيا عن قلقها من “مأساة إنسانية” محتملة جراء العملية الإسرائيلية.

وفلسطينيا، أعلنت الرئاسة الاثنين، أنها تُجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، وخاصة الأمريكية، لوقف اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح، وحذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، الاثنين، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح “ستضع مفاوضات التهدئة في مهب الريح”، و”لن تكون نزهة لجيش العدو”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة، خلفت نحو 113 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.