بايدن يهدد بـ«الفيتو» ضد قرار للكونغرس مُعادٍ للسعودية

اعتبرت بلومبيرغ اليوم (الإثنين) أن ما تردد عن تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن باتخاذ حقه الرئاسي في النقض (الفيتو)، ضد قرار للكونغرس بإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للمجهود السعودي في الأزمة اليمنية، اقترحه السيناتور بيرني ساندرز، يدفن ما بدر أخيراً من خلافات بين واشنطن والرياض، ويمنح دفعة قوية جديدة لتحالف ظل ناشطاً منذ أكثر من 70 سنة. وكان مقرراً أن يصوت الكونغرس على مشروع القرار خلال الأسبوع الحالي. لكن مقترحه اضطر إلى سحبه، خشية أن يتسبب في شروخ بين الديموقراطيين في الكونغرس. وكان الرئيس السابق دونالد ترمب استخدم حق الفيتو في 2018 و2019 ضد قرارين يناديان بالهدف نفسه. ونقلت «واشنطن بوست» عن مساعدين لبايدن قولهم إن الرئيس الأمريكي يعارض قرار ساندرز لأنه يُعرّف «تقاسم المعلومات الاستخبارية» و«العمليات المسانِدة» باعتبارهما من الأعمال «العدائية». وقالوا إن من شأن ذلك أن يكون له تأثير كارثي على العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أرجاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا، التي تشهد حرباً ضروساً بين الغرب وروسيا. وذكرت «واشنطن بوست» أن البيت الأبيض من شدة قلقه وزع «نقاطاً للحديث» على أعضاء مجلس الشيوخ، الذين كان مقرراً أن يلتئموا للتصويت على القرار غداً (الثلاثاء)، تشير إلى أن من شأن القرار أن يهدد الهدنة في اليمن. وأضافت «نقاط» البيت الأبيض لأعضاء مجلس الشيوخ أن الوضع الآن مختلف تماماً عما كان عليه في سنة 2019؛ إذ إن من شأن القرار الآن أن يقوّض إمكان التوصل إلى حل نهائي للأزمة اليمنية. وأوضحت «النقاط» أنه إذا تمت إحالة القرار بعد تمريره إلى الرئيس بايدن فسيستخدم الفيتو للاعتراض عليه. كما أشارت النقاط إلى أن الدبلوماسية الأمريكية لم تكن قد توصلت في 2019 إلى هدنة في اليمن استمرت تسعة أشهر، ولذلك فإن مشروع القرار «غير ضروري؛ ومن شأنه تعقيد الدبلوماسية المكثفة المستمرة الهادفة لوضع حد حقيقي». ومع أن السناتور ساندرز، وهو مرشح سابق للرئاسة، مستقل؛ إلا أنه متحالف مع الشيوخ الديموقراطيين. وقال ساندرز، بحسب «البوست» إنه يجري محادثات مع مسؤولي البيت الأبيض للتوصل إلى حل وسط في شأن قراره. وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط فسيعاود الكَرّة في المستقبل القريب.

وقال حليف بايدن السناتور الديموقراطي كريس ميرفي إن السعوديين أظهروا قدراً من الرغبة أكبر من أي وقت مضى لإنهاء حرب اليمن، والحوثيون هم العقبة الكبرى حالياً. وأقر عدد من مؤيدي قرار سانذرز في الكونغرس بأن القرار من شأنه تعقيد الوضع. ورأت شبكة «إم إس إن بي سي» الأمريكية أمس أن اتخاذ قرار من هذا القبيل سيكون في مصلحة الحوثيين. وأوضحت الشبكة أن ساندرز تبين له أنه خسر عدداً من مؤيديه من حلفائه الديموقراطيين، بتأثير من «نقاط البيت الأبيض»، فاضطر إلى سحب القرار. ورأت «إم إس إن بي سي» أنه على رغم تعارض حجج مؤيدي القرار ومعارضيه؛ فإنه يبدو واضحاً أن الرئيس بايدن يريد سبيلاً إلى تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية.