بشارة: لا عودة سورية إلى لبنان

مع تزايد الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية على لبنان، بات انهياره أمرا محسوما، حيث ظهرت تساؤلات عند سقوطه النهائي بهدف إعادة تركيبه من جديد وفق الخريطة التي تريدها القوى الأساسية كما سبق وقال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب، من أبرزها: لمن سوف تعطى مفاتيح البيت اللبناني هذه المرة؟

حيث وضع لبنان بعد اتفاق الطائف تحت الرعاية السورية التي تحولت لاحقا إلى وصاية عسكرية أمنية فهل تعود السيطرة السورية من جديد على لبنان في ظل وجود حلفاء أقوياء في دمشق وفي مقدمتهم ميليشيا حزب الله؟

بناء على ذلك ينفي المحلل السياسي بشارة خير الله في تصريح خاص أي دور سوري مرتقب في لبنان خلال الرحلة المقبلة بقوله: «لا عودة سورية إلى لبنان بعد خروجها العسكري عام 2005 بعد أن دخلت مكانها إيران على خط الوصاية»، مضيفا أن لبنان يواجه خطورة أكبر من الدور السوري وهو الانتداب الإيراني المهيمن على السلطات الدستورية لتسيير شؤون البلاد وفق المصلحة الإيرانية واستعماله كورقة للحرب أو التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية.

نظرية سورية

في حين ظهرت نظرية سورية من جانبي أمريكا وإسرائيل فبعد وصول رئيس متشدد إلى القصر الجمهوري في طهران، أثيرت حفيظة الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية من تفعيله لأذرعته العسكرية في اليمن والعراق وسورية ولبنان ضد مصالحهما خصوصا، وضد الدول العربية عموما لذلك قد يرون بأنه لا مانع من تقوية القيادة السورية، والرئيس بشار الأسد قليلا بهدف كسر التحالف الاستراتيجي مع طهران، وذلك بمنح القيادة السورية دورا أساسيا في لبنان خلال المرحلة القادمة كمنظم لإيقاع السياسة الداخلية، على غرار تجربة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في التسعينيات لكن مع تمايز أساسي هو نفوذ ميليشيا حزب الله القوي في سورية ولبنان الذي لن يسمح بدور كبير لسورية في الداخل اللبناني إلا كجهة منسقة أو راعية أو ناصحة فقط تحت إدارته بشكل غير مباشر إضافة إلى الرفض الشعبي اللبناني لأي تدخل سوري بسبب التجربة غير الجيدة منذ 1990 حتى 2005 خلال حقبة الوصاية السورية كما أن الساسة اللبنانيين سيواجهون بشدة أي تدخل سوري في الشأن الداخلي على قاعدة عدم قبولهم لشريك في المحاصصات المالية.