بعد أول إصابة ووفاة بالفيروس ..استشاري يوضح: H5N2 لا ينتقل بسرعة بين البشر إلّا أن المراقبة الوبائية ضرورية

في الأسابيع الماضية أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا بشأن أول إصابة بشرية بفيروس أنفلونزا الطيور H5N2 في العالم، وتم الإعلان عن وفاته.

وعن تفاصيل هذا الفيروس وكيفية انتقاله بين البشر للمرة الأولى تواصلت “الوطن” مع أستاذ علم الفيروسات السريري المشارك بجامعة نجران الدكتور أحمد الحسيني الشهري الذي أوضح بأنه تم تسجيل حالة وفاة لأحد سكان مدينة المكسيك (59 عام) بتاريخ 24 أبريل الماضي وذلك بعد تنويمه نتيجة للتعرض لأعراض مرضية حادة تضمنت حمى وضيق في التنفس وغثيان واسهال اضافةً إلى وجود مشاكل صحية أخرى جعلته على الأرجح معرضاً للخطر.

الفحص المخبري لعينة تنفسية كشفت إصابة المتوفى بفيروس انفلونزا الطيور A )النوع الفرعي (H5N2 وتعتبر الإصابة البشرية الأولى على مستوى العالم.

وبيّن الشهري أنه تم رصد انتشار فيروس H5N2 في مزرعة للدواجن قريبة من مسكن المتوفى في مارس الماضي كما تم رصد تفشي نفس الفيروس مرتين في أماكن أخرى داخل المكسيك.

ولكن لا توجد معلومات دقيقة عن طبيعة الإصابة البشرية المعلنة كما لا يوجد أي دلائل تشير إلى مخالطة مباشرة للدواجن والحيوانات.

تابع الشهري تظل فرضية وجود وسيط حيواني آخر (مثل الخنازير أو الحيوانات الأليفة) تسبب في إصابة غير مباشرة واردة ولكن من الصعب اثباتها أو نفيها في الوقت الحالي.

نقل العدوى

وحول انتقال العدوى للمخالطين قال الشهري أن المراقبة المستمرة لـ 29 مخالطاً للمتوفى أشارت إلى عدم إصابتهم بـفيروس H5N2 أو أي أنواع فرعية أخرى من انفلونزا الطيور.

وهذا دليل مبدئي مطمئن على أن H5N2 لم يكتسب القدرة على الانتقال السريع بين البشر ولا يشكل مصدر قلق على نطاق واسع.

وعن تفاصيل الفيروس أوضح الشهري أن فيروس H5N2 حيواني المنشأ في الأصل حيث تم رصد انتشاره لأول مرة بين الدواجن بالمكسيك في عام 1994 وتمت السيطرة عليه باللقاحات.

مع مرور الزمن ظل فيروس H5N2 ينتشر باستمرار بين الدواجن في المكسيك وصولاً إلى دول أمريكا الوسطى وشرق آسيا وربما يعزى ذلك إلى استدامة نشاط الإنسان المتعلق بنقل الطيور.

وأكد الشهري أنه لا يمكن تجاهل أن تواصل الانتشار مقلق ويشير بوضوح إلى تغيرات في فعالية اللقاحات الحيوانية.

الأمر الذي بدوره ربما يعزز احتمالية ظهور متحورات فيروسية تكون أكثر فتكاً بالدواجن وتنتقل بسرعة بين البشر ولذلك المراقبة الوبائية المستمرة مطلب وليست خيار.

تقييم المخاطر

وحول مسألة تقييم المخاطر، أشار الشهري إلى أن مسألة تقييم المخاطر الصحية لانتشار فيروس H5N2 حسب منظمة الصحة العالمية لازال في المستوى المنخفض وحدوث مثل هذه الإصابات البشرية المتفرقة بإنفلونزا الطيور عموما غير مفاجئ.

كما أنه لا توجد لقاحات لحماية الإنسان من فيروس H5N2 وإنما توجد لقاحات للحماية من النوع الفرعي H5N1 لتأثيراته الواضحة على الصحة العامة.

القيود على السفر

وحول مسألة فرض قيود على السفر خوفا من انتشار هذا الفيروس، قال الشهري أن الوضع لا يستدعي فرض قيود على السفر للأماكن المتضررة بأحد فيروسات الإنفلونزا حسب منظمة الصحة.

وبشكل عام ينصح المسافرين بتجنب الاتصال المباشر بالحيوانات في المزارع أو الأسواق والحرص على سلامة الغذاء ومعرفة مصدره وغسل اليدين باستمرار خصوصاً بعد الاشتباه بملامسة الأسطح الملوثة بإفرازات أو فضلات الحيوانات.