بلاد الرافدين .. بلا طائفية

تأكيدا على أهمية الرياض بالنسبة لبغداد، تستمر الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين؛ تعزيزاً للشراكة و«الحوار الاستراتيجي» خصوصاً أن العلاقات العراقية السعودية حققت تقدما كبيرا في سبيلها نحو التحالف.

وجاء حرص رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لزيارة المملكة بعد تقلده هذا المنصب، لوجود قناعة لدى مؤسسة صناعة القرار العراقي الجديد بأهمية السعودية ودورها الاستراتيجي في تأمين المنطقة العربية، وتعزيز العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا، والحرص على إبقاء العراق عربيا أصيلا بعيدا عن التدخلات الطائفية والحفاظ على سيادته وأمنه ووحدته، تمهيداً لعودة بلاد الرافدين الكاملة للحضن العربي.

وحملت زيارة وزير الخارجية العراقي أمس الأول، للرياض، في طياتها الكثير من الرسائل الاستراتيجية؛ تعزيزاً للتواصل والتنسيق بين الرياض وبغداد على أعلى المستويات لإيصال العلاقات لمصاف الشراكة الاستراتيجية وتعضيدها في النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية وفي مجال مكافحة الإرهاب الطائفي والظلامي.

تحظى العلاقات الثنائية بين السعودية والعراق باهتمام قادة البلدين، لما لها من أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لمصالح الدولتين، وتعزيز أمن واستقرار دول المنطقة، وحمايتها من التدخلات الخارجية، التي من شأنها الإخلال بمتطلبات العيش المشترك، وحسن الجوار، والخطط التنموية بها. غير أن العلاقات بين الرياض وبغداد شهدت انعطافة نوعية على صعيد الانتقال بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال العام الحالي؛ حيت توالت الزيارات عالية المستوى بين البلدين، وتحققت الكثير من النتائج لهذه الزيارات، فمثلما يشهد الإرهاب انحسارا ملحوظا في المنطقة، فإن الدولتين حققتا نجاحات كبيرة في تأمين حدودهما المشتركة تمخضت عن نسبة صفر عمليات تهريب أو دخول غير نظامي على طول الحدود بين البلدين، وكذلك الحال نفسه نجاحات كبيرة على مستويات التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي ومجال الطاقة. وناقش وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، مع وزير خارجية جمهورية العراق الدكتور فؤاد محمد حسين، أوجه العلاقات السعودية العراقية، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما تطرق الجانبان إلى تعزيز التنسيق الثنائي المشترك وكل ما من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة وحفظ الأمن والسلم الدوليين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

زيارة وزير الخارجية العراقي جاءت في توقيت حساس حيث تستضيف بغداد قمة قادة دول الجوار نهاية الشهر الحالي، ويسعى العراق لاحتضان قمة تضم 10 دول من دول الجوار، إضافة إلى مشاركة دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب قطر والإمارات ومصر. وبحسب مصادر عراقية فإن القمة ستناقش ضبط الحدود بين الدول وتعزيز الجانب الأمني والسياسي والاقتصادي وحل أزمة المياه والمساهمة بحل الخلافات بين بعض دول المنطقة، كما ترغب بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات، وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم «داعش».

تنسيق سعودي عراقي قبيل قمة دول الجوار.. والشراكة بين الرياض وبغداد هي لتأمين المنطقة.. وإبقاء بلاد الرافدين بعيدا عن الطائفية.