تحذيرات وخط أحمر روسي.. ماذا يحدث في شرق أوكرانيا؟


10:25 م


الثلاثاء 30 نوفمبر 2021

كتب – محمد صفوت:

بات الوضع لاحتمال نشوب حرب بين قوتين كبيرتين أقرب من أي وقت مضى، خاصة في الحدود الأوروبية الشرقية المجاورة لروسيا، مع استمرار الحشد العسكري الروسي قرب الحدود الأوكرانية، تتدفق المعلومات الاستخباراتية من واشنطن وحلفائها عن احتمال غزو عسكري روسي واسع النطاق لأوكرانيا.

رغم نفي روسيا المستمر لأي نية لديها لغزو أوكرانيا، دعت كييف الاثنين حلفائها الغربيين إلى التحرك لمنع أي غزو روسي لها، مشددة على أنه من المحتمل أن يبدأ الهجوم في “غمضة عين”. وقدرت أوكرانيا، الحشد الروسي على حدودها بنحو 115 ألف عسكري في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو إليها في عام 2014، والذي يشهد حربًا بالفعل ومناوشات بين أوكرانيا وانفصاليين موالين لروسيا.

بعد دعوة أوكرانيا بساعات عقد الناتو، اجتماعًا الثلاثاء في العاصمة اللاتفية ريجا، لبحث أزمة القوات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، ورفض الكرملين الاتهامات في الأسابيع القلائل الماضية قائلا إنه يستطيع نقل القوات على أراضيه كما يشاء.

خط أحمر روسي للناتو

قبل اجتماع ريجا الثلاثاء، حدد الرئيس الروسي فلادمير بوتين، ما وصفه بأنه “خط أحمر” للناتو، محذرًا من التوسع في البنية التحتية العسكرية لحلف الشمال الأطلسي في أوكرانيا، وقال إنه في حال ظهور منظومة صواريخ يمكنها الوصول إلى موسكو في دقائق، فإن الرد الروسي سيكون بالمثل. متسائلاً لماذا الحاجة إلى توسع الناتو قرب حدودنا؟

وأعرب بوتين عن قلق بلاده إزاء التدريبات العسكرية الكبرى التي أجرت قرب حدودها، مشيرًا إلى أنها تشكل تهديدًا على موسكو، وقال: “نشعر بالقلق من التدريبات العسكرية التي سمحت للقاذفات الاستراتيجية مسلحة بأسلحة دقيقة وربما حتى أسلحة نووية بالتحليق على بعد 20 كيلومترًا فقط من حدودنا.

وجدد نفي بلاده لأي خطط عسكرية لغزو روسيا مطلع العام القادم.

وكانت الولايات المتّحدة أجرت تدريبات عسكرية واسعة بمشاركة 31 دولة أخرى أطلق عليها مناورات “نسيم البحر 21” في يوليو الماضي، كما أجرت واشنطن ودول الناتو مناورات في نوفمبر الجاري، وسلمت واشنطن البحرية الأوكرانية بزوارق دوريات أمريكية للبحرية الأوكرانية. وردًا عليها أجرت روسيا في نوفمبر الجاري، تدريبات عسكرية في البحر الأسود بمشاركة طائرات وسفن.

وكشف بوتين، عن أن بلاده ستظهر عن أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، مضيفًا أنها أجرت الاختبارات عليها بنجاح وستدخل الخدمة في مطلع 2022.

وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، كشف بوتين عن أن القوات المسلحة الروسية ستبدأ في عام 2022 باستخدام صواريخ “تسيركون” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

الناتو يحذر روسيا

الثلاثاء، وجهت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا تحذيرًا إلى روسيا بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة في حال عدوانها على أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن أي عدوان روسي على أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة، واعتبر أن الأعمال التصعيدية الروسية تسبب قلقًا أمريكيًا.

بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن روسيا ستدفع ثمنًا باهظًا في حال العدوان على أوكرانيا. من جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، أن التوغل داخل أوكرانيا سيكون من “الأخطاء الاستراتيجية”.

بيلاروسيا تدخل على خط الأزمة

دخلت بيلاروسيا، التي تهدد أوروبا في الفترة الأخيرة بموجات من اللاجئين والمهاجرين الغير شرعيين، على خط الأزمة بين الناتو روسيا، وأعلن رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، حليف بوتين المقرب، الثلاثاء، عن استعداد بلاده لنشر أسلحة نووية روسية على أراضيها، ردًا على خطوة مماثلة محتملة من الناتو لنشر أسلحة نووية في بولندا.

وجاءت تصريحات الرئيس البيلاروسي، ردًا على تصريحات للأمين العام للناتو ينس ستولتنبيرج الذي قال إنه في حال رفض ألمانيا نشر أسلحة نووية على أراضيها، ربما يتم نشرها في دول أوروبية أخرى بما في ذلك شرقي ألمانيا.