تطلعات أرامكو السعودية للتعاون مع الصين تتجاوز النفط

ترى أرامكو السعودية فرصا للاستثمار والتعاون مع الصين في مجالات الكيماويات والمواد الخضراء وانتقال الطاقة والابتكار الرقمي، حسبما قال أمين ناصر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة النفط السعودية العملاقة.

في حين أن الطاقة لا تزال “ركيزة استراتيجية” لعلاقة أرامكو مع الصين، فإن الفرص المستقبلية تتجاوز الاستثمار والتعاون في مجال الطاقة وحدها، حسبما قال يوم الاثنين في منتدى التنمية الصيني في بكين.

وتفخر أرامكو بكونها واحدة من أكثر موردي الطاقة موثوقية إلى الصين. هذه الموثوقية هي في صميم تعميق الاحترام المتبادل والتعاون للشركة، كما قال الناصر.

وأضاف: “بينما تظل الطاقة ركيزة استراتيجية لعلاقتنا الراسخة، تلتزم أرامكو السعودية بتوسيع وجودها في الصين بما يتجاوز الاستثمار والتعاون في الطاقة وحدها”.

وتابع أنه وسط تركيز الصين الشديد على تطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة وتعزيز التنمية عالية الجودة، تبحث أرامكو أيضا في مجالات رئيسية أخرى حيث من المتوقع أن تكون فرص الاستثمار والتعاون المربحة للجانبين هائلة، بما في ذلك الكيماويات، فضلا عن المواد المركبة المتقدمة وغير المعدنية.

فرص حقيقية لأرامكو

تعد الصين حاليا قوة تمثل 40% من مبيعات المنتجات الكيميائية العالمية. وبالنظر إلى الفرص المحتملة، وقعت أرامكو اتفاقيتين العام الماضي لاستثمارات بمليارات الدولارات في تحويل السوائل إلى كيماويات في الصين، وهما الاستحواذ على حصة في شركة رونغشينغ للبتروكيماويات في مقاطعة تشجيانغ مقابل 3.4 مليارات دولار، وشراكة في مقاطعة لياونينغ بتكلفة 12 مليار دولار.

وقال: “يسعدنا أيضا أن شراكة سابك، إحدى الشركات الرائدة في مجال الكيماويات في العالم والتي تعد أرامكو مساهما رئيسيا فيها، في مقاطعة فوجيان تسير على الطريق الصحيح لبدء بناء منشأة كيميائية رئيسية بتكلفة تقدر بنحو 6.4 مليارات دولار”.

كما تعمل أرامكو بنشاط على تطوير فرص استثمارية إضافية مع الشركاء الصينيين للمساعدة في بناء قطاع كيميائي رائد عالميا”.

تبادل المنفعة في البتروكيماويات

ومع توقع نمو الطلب على المنتجات الكيماوية في الصين جنبا إلى جنب مع الانتعاش الاقتصادي، تواصل الشركات الكيميائية متعددة الجنسيات مثل أرامكو وباسف إعطاء الأولوية للأصول في البلاد، حسبما قال لين بوتشيانغ، رئيس المعهد الصيني للدراسات في سياسة الطاقة بجامعة شيامن.

وقال لين إن الصين لا تزال محورية في استراتيجية أرامكو لتنويع محفظتها إلى منتجات كيماوية أكثر تخصصا وعالية القيمة.

وأضاف أنه من المتوقع المزيد من التعاون متبادل المنفعة بين الدول الغنية بالموارد ومستهلكي الطاقة الكبار.

ووفقا للناصر، تحتل الصين مكانة حيوية في استراتيجية الاستثمار العالمية لشركة أرامكو، التي تعد أيضا من بين كبار المستثمرين المباشرين في الصين العام الماضي.

“نحن لسنا مجرد مستثمرين، والصين ليست مجرد سوق لنا. نريد أن نكون شريك الملاذ الأول في رحلة التنمية الاقتصادية في الصين، حيث تبرز الفرص الجديدة بوضوح في التركيز”.

وأضاف “ليس لدي شك في أن رفع علاقتنا إلى مستويات لم يحلم بها سيساعد في تعزيز جهود الصين لتلبية آمال وطموحات شعبها.”