تقرير الأونروا يفضح مزاعم الاحتلال ويحصد الإشادات وانضمام ألمانيا

كشف تقرير واسع نشر لحياد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة في غزة، أن مزاعم إسرائيل لا أساس لها من الصحة، لذا أعلنت ألمانيا أنها تعتزم السير على خطى عدة دول أخرى في استئناف التعاون مع (أونروا).

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية بالتقرير، قائلا إنه يظهر أنها جزء من «حملة ممنهجة» تهدف إلى إنهاء ولاية الوكالة.

ومن جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي إنه يعيد نشر لواءين احتياطيين من الحدود الشمالية لإسرائيل إلى غزة للقيام «بمهام دفاعية وتكتيكية»، بينما يستعد لهجوم في رفح، التي تصفها إسرائيل بأنها آخر معقل لحماس في القطاع.

حياد الأونروا

وأشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية بنتائج مراجعة مستقلة لحياد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين.

وقال الأمين العام أحمد أبو الغيط إن التقرير الواسع النطاق المكون من 48 صفحة الذي أعدته اللجنة المستقلة يظهر أن مزاعم إسرائيل لا أساس لها من الصحة وأنها جزء من «حملة ممنهجة» تهدف إلى إنهاء ولاية الوكالة المعروفة باسم الأونروا.

ووجد التقرير، الذي صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن إسرائيل لم تعرب أبدا عن قلقها بشأن أي شخص مدرج في قوائم الموظفين التي تتلقاها سنويا منذ عام 2011.

وقالت إن الأونروا لديها إجراءات «قوية» لدعم مبدأ الحياد التابع للأمم المتحدة، لكنها أشارت إلى ثغرات خطيرة في التنفيذ.

وتقول إسرائيل إن المئات من موظفي الأونروا أعضاء في الجماعات الفلسطينية المسلحة. وأدت مزاعمها إلى تعليق المساهمات للأونروا من قبل الولايات المتحدة وأكثر من اثنتي عشرة دولة أخرى، لكن بعضها استأنف المساهمات. وتقول إسرائيل إن التقرير تجاهل خطورة المشكلة.

ودعا أبو الغيط، في بيان له، جميع الدول التي أوقفت تمويلها إلى استئناف المساعدات المالية للأونروا، التي تساعد 6 ملايين فلسطيني. وقال إن مراجعة موقف هذه الدول هي «ضرورة إنسانية وواجب أخلاقي»، وحث على وجه التحديد أكبر مانح للأونروا، الولايات المتحدة، على إعادة النظر.

توصيات التقرير

وتقول إسرائيل إن المئات من العاملين في الأونروا هم أعضاء في الجماعات الفلسطينية المسلحة، وتزعم أن التقرير قلل من أهمية المشكلة. وأدت مزاعمها إلى تعليق المساهمات للأونروا من قبل الولايات المتحدة وأكثر من اثنتي عشرة دولة أخرى.

وقالت وزارتا الخارجية والمساعدات التنموية الألمانيتان في بيان مشترك إن توصيات التقرير «يجب الآن تنفيذها على الفور».

ومن بين تلك التوصيات كانت هناك رقابة أقوى على قيادة الأونروا ومشاركة دولية أكبر في دعم الوكالة أثناء تعاملها مع قضايا الحياد.

وقال البيان الألماني إنه «على هذه الخلفية وبالتزامن مع هذه الإصلاحات، ستواصل الحكومة الألمانية قريبا التعاون مع الأونروا في غزة، كما فعلت بالفعل أستراليا وكندا والسويد واليابان، على سبيل المثال».

وقالت إن ألمانيا ستتشاور بشكل وثيق مع «أقرب شركائها الدوليين» بشأن دفع المزيد من الأموال. وألمانيا حليف قوي لإسرائيل.

هجوم رفح

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينشر لواءين احتياطيين للقيام بمهام في قطاع غزة.

وجاء إعلان الأربعاء في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لغزو بري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة التي تقول إسرائيل إنها آخر معقل كبير لحماس.

ويلجأ أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى المدينة، وأثار الهجوم هناك قلقا دوليا بشأن الضرر المحتمل للمدنيين.

وتقوم إسرائيل بتخفيض عدد قواتها في القطاع تدريجيا، لكن مسؤولين قالوا إن ذلك يهدف إلى إعادة تجميع صفوفهم بينما يستعد الجيش للتحرك إلى رفح.

وتعتبر إسرائيل أن الغزو هناك ضروري لتحقيق هدفها الحربي المتمثل في تدمير قدرات حماس العسكرية والحكمية.

وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إن الألوية ستشارك في «مهام دفاعية وتكتيكية» في غزة، دون الخوض في التفاصيل. وأضاف أن الجنود يدرسون الدروس الرئيسية المستفادة من القتال في غزة قبل انتشارهم.

وقال الجيش إن الألوية كانت تعمل في السابق على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

قتل امرأة

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت بالرصاص امرأة فلسطينية بعد أن زعم أنها ركضت نحو جنود إسرائيليين بسكين في جنوب الضفة الغربية.

وقال الجيش إن الهجوم وقع عند مفرق أوكفيم بالقرب من مدينة الخليل الفلسطينية. ولم يصب أي جندي.

وقالت السلطات الفلسطينية إن المرأة القتيلة تدعى ميمونة حراحشة (20 عاما).

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، عندما اقتحم مسلحو حماس من غزة جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص.

وتقول جماعات حقوق الإنسان والفلسطينيين إن القوات الإسرائيلية تستخدم القوة المفرطة ضد المشتبه بهم الفلسطينيين، وهي مشكلة يقولون إنها تفاقمت منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس.

وتقول وزارة الصحة في رام الله إنه منذ أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 487 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية.

وقُتل العديد من الفلسطينيين بالرصاص في اشتباكات مسلحة، بعضهم أثناء محاولتهم تنفيذ هجمات طعن، والبعض الآخر بسبب رشق الحجارة على القوات. ويبدو أن العديد منهم قُتلوا بالرصاص دون أن يشكلوا أي تهديد واضح.

حصيلة القتلى

وذكرت وزارة الصحة في غزة، إن جثث 79 شخصا قتلوا في الغارات الإسرائيلية، تم نقلها إلى المستشفيات المحلية خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأضافت في تقريرها اليومي أن المستشفيات استقبلت أيضًا 86 جريحًا.

وقالت الوزارة إن ذلك يرفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحماس إلى 34262 على الأقل. وأضافت أن 77229 آخرين أصيبوا.

تطورات أخرى:

الأمم المتحدة تدعو إلى التحقيق في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في مستشفيين في غزة عندما داهمتهما إسرائيل.

مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة إنفاق بقيمة 26 مليار دولار كمساعدات إنسانية لغزة ومساعدات عسكرية لإسرائيل. الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة يصعّدون احتجاجاتهم على الحرب في غزة.