توغوجا مثال حرب إثيوبية يواجهها إقليم تيجراي

كشف تقرير جديد حقيقة الهجوم الإثيوبي الأخير على بلدة توغوجا في تيجراي، حيث شن الطيران الحربي في إثيوبيا هجوما تسبب في مقتل أو إصابة العشرات، ونفت السلطات الإثيوبية استهداف المدنيين، قائلة إنها شنت غاراتها من أجل القضاء على إرهابيين. ولكن الناجين من تلك الغارة الجوية تحدوا رواية الحكومة الإثيوبية، قائلين إن المدنيين فقط هم من قتلوا.

وذكر أحدهم لوكالة أسوشيتيد برس قائلا عبر الهاتف: «كان كل شيء مغطى بالدخان الأسود، لقد كان الأمر أشبه بالجحيم»، حيث أصيب وقُتل الكثير.

كما أكد الناجون أن الجنود الإثيوبيين يمنعون وصول المساعدات الطبية.

منع الإسعاف

وأخبر عمال الصحة الوكالة، أنهم منعوا مرارًا وتكرارًا من دخول توغوجا من قبل الجنود الإثيوبيين في يوم الهجوم وفي صباح اليوم التالي. قال أحد الأطباء، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، إن الجنود أطلقوا النار على سيارة الإسعاف عندما حاولت عبور نقطة تفتيش.

قال مسؤول صحي إقليمي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه حتى بعد الوصول إلى ميكيلي، تم احتجاز ستة ناجين مصابين من الغارة الجوية وهم في طريقهم إلى المستشفى. وأطلق سراح ثلاثة في وقت لاحق، لكن الآخرين، بمن فيهم صبي، احتجزوا في ثكنة عسكرية، حسب المسؤول، الذي وصف الوضع بأنه «يائس للغاية». ولم يتضح سبب اعتقالهم.

النساء والأطفال

وظهرت روايات الشهود هذه بعد أن قال الجيش الإثيوبي إنه مسؤول عن الغارة الجوية التي استهدفت سوق توغوجا المزدحم يوم الثلاثاء، والتي قال مسؤولو الصحة إنها قتلت 64 شخصًا على الأقل وأصابت العشرات. ولقي الكثيرون حتفهم عندما منع الجنود الفرق الطبية من الوصول إليهم، أو من نقلهم إلى المستشفيات في العاصمة الإقليمية ميكيلي، على بعد 60 كيلومترًا (37 ميلاً) فقط، بحسب ما قال عمال الصحة.

وقال طبيب عالج الناس في مكان الحادث إن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال.

في الظل

في حرب دارت رحاها إلى حد كبير في الظل، مع انقطاع الاتصالات والنقل في كثير من الأحيان منذ بدء القتال في تيجراي في نوفمبر، كانت الغارة الجوية في توغوجا مثالًا نادرًا على حدوث مذبحة على الفور تقريبًا. في غضون دقائق، قام أحد السكان السابقين بتغريد الخبر. وظهرت إدانة دولية.

وقالت الولايات المتحدة إنه «أمر مستهجن»، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار في تيجراي، حيث قتل آلاف الأشخاص ويواجه مئات الآلاف الآن أسوأ مجاعة في العالم منذ عقد.

حيث كشفت الحرب مرة أخرى عن غطاء انتخابات إثيوبيا التي يقول عنها رئيس الوزراء الإثيوبي إنها نزيهة وآمنة، وأثارت الانتخابات نفسها انتقادات من قبل الولايات المتحدة ومراقبين آخرين أشاروا إلى اعتقال ومضايقة بعض شخصيات المعارضة وانعدام الأمن القاتل في أجزاء من البلاد.

لكن الحرب في تيجراي، التي اندلعت جزئيًا بسبب تأجيل الانتخابات الوطنية العام الماضي، طغت على التصويت.