جزيرة الاستغلال الجنسي للأطفال تتحول لمنتجع عالمي

يخطط الملياردير، ستيفن ديكوف، تطوير منطقة ليتل سانت جيمس، ومساحة جريت سانت جيمس، الواقعة في جزر العذراء الأمريكية، إلى منتجع فاخر من فئة الخمس نجوم وعالمي المستوى ليتم افتتاحه في عام 2025، وكلاهما مملوكة سابقًا للملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، مرتكب الجرائم الجنسية ضد القاصرين، الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باسمه بعد انتشار وثائق كشفت أسماء 170 شخصًا، بينهم سياسيون ومشاهير، كانت لهم علاقات بإبستين، أبرزهم الرئيس السابق بيل كلينتون، والأمير أندرو دوق يورك، ودونالد ترامب، وباراك أوباما، والممثل الأمريكي الشهير كيفن سبيسي، حتى عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج، ومايكل جاكسون.

وذكرت شبكة (ABC) الأمريكية، أن اسم الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، يظهر أكثر من 50 مرة في الوثيقة، لكن هذا لا يشير إلى تورطه في أي نشاط غير قانوني. وعلى الرغم من أن صورة لكلينتون مع إبستين، إلا أن ممثلي الرئيس السابق أشاروا إلى أن الاتصال بين الاثنين انقطع منذ عام 2005، قبل ظهور التهم الجنائية. وفقًا للدعوى القضائية التي رفعتها فيرجينيا جيوفري في 2015، فقد التقت بكلينتون في جزيرة إبستين ليتل سانت جيمس، وتظهر سجلات الطيران التي يحتفظ بها أحد طياري إبستين أنه في الفترة من 2002 إلى 2003، طار كلينتون بطائرة إبستين عدة مرات لمشروعات إنسانية في أفريقيا، وباريس وبانكوك وبروناي.

ما الذي حدث في الجزيرة؟

في عام 2019، توفي إبستين في أحد سجون نيويورك بعد أن اتهمه المدعون الفيدراليون بالتآمر للاتجار بالجنس، وتهمة واحدة بالاتجار بالجنس مع فتيات قاصرات، وكان قد دافع أنه غير مذنب، واعتبرت وفاته في السجن قبل محاكمته انتحارًا. وأصبحت دينيس جورج مدعية عامة بعد وفاة إبستين ورفع مكتبها دعوى قضائية ضد ممتلكاته، وحصل في النهاية على تسوية بقيمة 105 ملايين دولار نيابة عن جزر فيرجن الأمريكية. وقالت جورج إن الجزيرة كانت مكانًا لإبستين لإخفاء نشاطه الإجرامي، وعندما سئلت عام 2020 عن سبب رفع دعوى قضائية بعد وفاته، أجابت: «لماذا ليس الآن؟»، وقالت: «لا أستطيع التحدث عما حدث في الماضي»، «ما أعرفه هو أنه بسبب ثروة إبستين وقوته، كان قادرًا على إخفاء الكثير من هذا». وقالت جورج إن إبستين سيسافر إلى سانت توماس على متن طائرة خاصة، الأمر الذي «يساعد في الإخفاء»، ومن هناك سيستخدم طائرتي هليكوبتر من شركة (Hyperion Air) «لنقل الشابات والفتيات القاصرات بين سانت توماس وليتل سانت جيمس»، وفقًا لدعوى جورج.

أين تقع جزيرة إبستين؟

تبلغ مساحة جزيرة إبستين 72 فدانًا، والتي تسمى ليتل سانت جيمس، وتضم العديد من الفيلات، وتقع على بعد حوالي 2 ميل قبالة ساحل سانت توماس، وهي جزء من جزر فيرجن الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي، كان لدى إبستين حصص في شركات في جزر فيرجن الأمريكية، بما في ذلك شركة هايبريون إير.

تم استخدام قارب يحمل الحروف (LSJ) لنقل الموظفين والإمدادات إلى ليتل سانت جيمس، حسبما قال أحد موظفي الميناء لشبكة (سي بي إس نيوز) في عام 2020، وبينما قدم إبستين تبرعات للمسؤولين الحكوميين والمدارس في جزر فيرجن الأمريكية، قال البعض إنه لا يزال لا يتمتع بالسمعة الأفضل في المنطقة.

قالت المدعية العامة لجزر فيرجن الأمريكية، دينيس جورج، لشبكة (سي بي إس نيوز) في عام 2020 إنها «لا تعتقد أنه يُنظر إليه على أنه عضو بارز في المجتمع»، وقالت: «كان من المعروف أنه مرتكب جريمة جنسية مسجل».

ماذا قال الشهود عن ليتل سانت جيمس؟

أفاد بعض مراقبي الحركة الجوية وغيرهم من موظفي المطار أنهم رأوا إبستين مع فتيات بدا أنهن في سن المراهقة، وفقًا للشكوى، وقال جورج إنه عندما كان على قيد الحياة، تم إيقاف السلطات عند الرصيف، وقيل لهم إنهم لا يستطيعون دخول الملكية الخاصة.قالت جورج: «تذكر أنه يمتلك جزيرة بأكملها؛ لذلك لم يكن يمكن لطفل أو امرأة شابة أن الهروب أو الركض في الشارع إلى أقرب مركز شرطة».

ما الذي تم الكشف عنه بشأن جرائم إبستين المزعومة؟

قبل أن يواجه اتهامات بالاتجار بالجنس في عام 2019، أبرم إبستين اتفاقًا مع المدعين العامين في عام 2008 بعد اعترافه بالذنب في تهمتين على مستوى الولاية تتمثلان في التماس الدعارة من قاصر في فلوريدا. وبموجب اتفاقية عدم الملاحقة القضائية، أقر إبستين بالذنب في تهم أقل خطورة، وقضى 13 شهرًا في السجن -وقضى معظم ذلك الوقت في إطلاق سراحه من العمل- ودفع تسويات للضحايا، كان عليه أيضًا أن يسجل نفسه كمرتكب جريمة جنسية.

وصلت أخبار الصفقة إلى جزر فيرجن الأمريكية، وقال كابتن القارب المستأجر، جيم كويري، لشبكة (سي بي إس نيوز) في عام 2020 إن هناك حديثًا عن أن إبستين «حصل على صفقة مجنونة».

وقال كويري: «لقد قيل لنا دائمًا إنها عقوبة قصيرة جدًا، وربما فترة من الإقامة الجبرية»، «لم أكن أعلم أبدًا ما إذا كان ذلك صحيحًا على الجزيرة، ولكن لم تكن هناك عقوبة تذكر أو لم تكن هناك عقوبة على الإطلاق»، حتى إن بعض الناس أشاروا إلى ليتل سانت جيمس باسم «جزيرة الاستغلال الجنسي للأطفال».