جنرالات اسرائيليون كبار: الدولة العبرية ستتفكك جرّاء الخسائر”في الحرب القادمة

نقلت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، عن ضباط كبار في سلاحيْ البريّ والمدرعّات في جيش الاحتلال، قولهم عن أنّه “مع تصاعُد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، وإمكان اندلاع أيامٍ من القتال، أوْ حدوث تصعيد في الشمال الذي يبدو متوقعًا اليوم أكثر من الماضي، فإنّ جهوزية القوات البريّة يجب أنْ تثير قلق كلّ مواطنٍ في إسرائيل”، على حدّ تعبيرهم.

ونقلت مراسلة الشؤون العسكريّة في الصحيفة، ليلاخ شوفال، عن ذات المصادر، قولها إنّ “الجدل في مدى جهوزية سلاح البر للحرب ليس جديدًا، فمنذ حرب لبنان الثانية 2006، وباستثناء بعض العمليات المحدودة في غزة، فإنّ سلاح البر بالكاد يُشغّل مع تراجُع مستمر في مكانته، والشكوك في قدرة هذه القوات على حسم الحرب تأتي من قيادة الأركان العامة والمستوى السياسي، على خلفية الإدراك أنّ المجتمع الإسرائيلي غير قادر على تحمُّل خسائر كبيرةٍ في الحرب”، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن المصادر عينها.
وشدّدّت المصادر العسكريّة الرفيعة، وفقًا للصحيفة العبريّة، شدّدّت على أنّه “في الوحدات العملانية يتحدثون عن شعور كبير بالإحباط، وعن الإحساس بأنّ المستوييْن السياسيّ والعسكريّ الرفيع لا يعتمدان عليهم، وهما يبذلان كلّ جهدهما كي لا يستخدمونهما في يوم القتال”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه المزاعم اكتسبت قدرًا من الصحة في السنة الماضية عندما اتُّخذ قرار بعدم استخدام سلاح البرّ في عملية “حارس الأسوار” (أيْ العدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة في أيار-مايو 2021)، لكن في قيادة الجيش يدّعون أنّ هذه المناورة كان يجب أنْ تُستخدم كمخرج أخير، ويشددون على أنّه في حرب لبنان الثالثة لن يكون هناك مفر من استخدام القوات البريّة من أجل الانتصار على حزب الله.
 علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، فقد أكّدت المصادر أنّه “في سلاح البرّ يحذرون من مشكلات أخطر بكثير، تتعلق بالأساس بسلاح المدرعات الذي يعاني في الأعوام الأخيرة جرّاء تراجُع الحوافز بصورة خاصة، وجرّاء التآكل، وجرّاء تقليصات واسعة النطاق”، موضحةً أنّه “نادرًا ما يجري إبراز مركزية سلاح المدرعات في وسائل الإعلام، لكن الكلّ يفهم أنّه لا يمكن اليوم القيام بأيّ عملية بريّةٍ واسعةٍ من دونه، أوْ على الأقل من دون دعم الدبابات التي تتمتع بالحركة والصمود وقوة نار كبيرة”.
 وبالإضافة لذلك، أضافت المصادر فإنّ “هذا هو السبب الذي من أجله تتطلب العقيدة القتالية الحديثة في الجيش الإسرائيلي الاندماج بين قوات مختلفة، وتنظيم القوات في أوقات الطوارئ ضمن وحدات مشتركة من سلاح الجو وسلاح البر والمدرعات والهندسة وغيرها، وهذا يعني أنّه إذا وصل لواء مدرّع إلى حرب لبنان الثالثة بجهوزية منخفضة، فإن تحرُّك الجيش الإسرائيلي كلّه سيكون في مشكلة”.

 وبرأي كبار الضباط في جيش الاحتلال، ان ”تبدأ المشكلة في سلاح المدرعات مع تراجُع الحوافز لدى الشباب للخدمة في هذا السلاح. وبالإضافة إلى الصعوبة في ضمّ قوّةٍ بشريةٍ نوعيةٍ إلى سلاح المدرعات بسبب تراجُع الحوافز، هناك اعتبارات اقتصادية، وعدم رغبة الجيش في أنْ يفرض على الشباب التجند في سلاح المدرعات، أدت هذه الأمور قبل أعوام إلى إغلاق سرية نظامية في كل فرقة وتحويلها إلى سرية للاحتياطيين”.

 وأكّد كبار الضباط للصحيفة العبريّة، “أنّ الجيش أغلق قبل بضعة أعوام سرية “المساعدة” للمدرعات، واستبدلها بسرية “كشف – وهجوم”، يتجند المقاتلون فيها من كل ألوية سلاح البر. وبالإضافة إلى أنْ هذا الأمر يضلل المجندين، فهو يلحق ضررًا كبيرًا بسلاح المدرعات الذي يحصل على سرايا بديلة وليس سرايا أصيلة تشكل جزءاً لا يتجزأ منه، والنتيجة هي أنّ نصف كل كتيبة مدرعات مؤلف من قوات ليست جزءًاً لا يتجزأ من الكتيبة”.

 وخلُصت المصادر العسكريّة في تل أبيب إلى القول إنّه “ثمة مشكلة أُخرى لا تقّل أهميةً هي أنه في العقود الأخيرة أغلق الجيش عددًا لا بأس به من ألوية المدرعات في الجيش النظامي والاحتياط. والاعتبارات التي أدت إلى ذلك كثيرة، بينها التغيّر في طبيعة القتال، بالإضافة إلى اعتبارات عملانية ومالية، وعملياً، في عام 2022، يحتفظ الجيش الإسرائيليّ بكمياتٍ قليلةٍ من الدبابات مقارنةً بالماضي، وإجمالاً، لديه ثلاثة ألوية مدرعات في الجيش النظامي بالإضافة إلى عدد من الألوية المدرعة في الاحتياط”، طبقًا لأقوال الضباط.