حجر اليمامة.. أول مدينة تفرض الحصار الغذائي في الإسلام

حجر اليمامة من أقدم المستوطنات البشرية التاريخية في الجزيرة العربية، وتعاقبت على أرضها حضارات، ومن أشهر أوديتها وادي حنيفة، وشهدت أحداثاً تاريخية قبل الإسلام وبعده إلى أن تم اتخاذها عاصمة للدولة السعودية الثالثة، بعد تغيير اسمها إلى الرياض في القرن الثاني عشر الهجري، حيث كانت موطناً لكثير من أعلام التاريخ، وعاشت على أرضها أشهر امرأة عُرف عنها حدة البصر وهي زرقاء اليمامة، وبها عاش ودُفن الأعشى ميمون بن قيس أحد شعراء العربية الكبار أصحاب المعلقات، ويقع بها سوق حجر اليمامة التاريخي، الذي يقام لمدة 10 أيام سنوياً ما بين 10 إلى آخر محرم، وأهلها بنو حنيفة من بكر بن وائل هامة العرب وفخرهم. وتشير المصادر التاريخية إلى أن قبيلة بني حنيفة انتقلت إلى اليمامة مطلع القرن الخامس الميلادي، حيث كان ملكهم ثمامة بن أثال الحنفي، رضي الله عنه، صاحب القصة المشهورة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أول مسلم على ظهر الأرض يدخل مكة ملبياً وكانت لا تزال بيد الكفار، ولا يزال فيها الأصنام، وأول من فرض الحصار الاقتصادي في الإسلام على مكة نصرة لرسول الله، وكتبت قريش إلى الرسول عليه الصلاة والسلام تقول: «إن عهدنا بك تصل الرحم وتحض على ذلك، وإن ثمامة بن أثال قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث بما نحتاج إليه فافعل»، فكتب عليه الصلاة والسلام إلى ثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم فأطلقها.