حكومة الدماء: رفح فحزب الله وإيران.. الاحتلال يشُنّ هجومًا سافِرًا ضدّ مصر والأردن ويُطالِب القاهرة بإغلاق معبر رفح

اعتبرت دولة الاحتلال الإسرائيليّ أنّ مصادقة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن على رزمةٍ جديدةٍ من المعونات، هي بمثابة ضوءٍ أخضرٍ لشنّ الهجوم على مدينة رفح الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وفي هذا السياق نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن وزيرٍ رفيعٍ في حكومة بنيامين نتنياهو قوله إنّ الخطّة الإسرائيليّة هي كالتالي، أولاً تنفيذ الهجوم على رفح، وبعد ذلك شنّ هجومٍ على حزب الله اللبنانيّ، أمّا الخطة الثالثة فهي فتح حربٍ مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على حدّ تعبيره.
وفيما تتواصل استعدادات جيش الاحتلال للهجوم على مدينة رفح الفلسطينيّة، شنّت محافل رفيعة في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة هجومًا سافرًا ضدّ مصر، مُطالبةً النظام الحاكم في القاهرة بإغلاق معبر رفح فورًا، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه يتحتّم على حكومة بنيامين نتنياهو ممارسة الضغوطات السياسيّة من أجل إغلاق المعبر، الذي يقع تحت السيطرة المصريّة، وذلك على الرغم من حساسية القضية، وفق ما أكّدته المصادر لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ.

ad

وطبقًا لمُحلِّل الشؤون العسكريّة في الموقع، أمير بوحبوط، فإنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب تعتقد أنّ حركة (حماس) تقوم بعمليات تهريبٍ بواسطة الأنفاق، وأنّ عمليات التهريب تشمل أيضًا، مواطنين فلسطينيين عن طريق المعبر إلى شبه جزيرة سيناء، وممن هناك يتّم تهريبهم إلى مناطق عديدةٍ في العالم، وفقًا لمزاعم المصادر.
ومضت المصادر ذاتها قائلةً إنّ مصر تعلم علم اليقين بأنّ هناك شخصيات رفيعة من حركة (حماس) تتواجد في القاهرة، ولا تفعل شيئًا من أجل طردهم خارج حدودها، لاعتقادها بأنّ طردهم سيؤثّر سلبًا على المفاوضات من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينيّة وإسرائيل، وأيضًا لأنّ تواجدهم في مصر يخدم النقاشات حول اليوم التالي، أيْ بعد أنْ تضع الحرب أوزارها، وتتضِح الصورة مَنْ سيتولّى السلطة في قطاع غزّة، طبقًا لأقوال المصادر الإسرائيليّة.
وشدّدّت المصادر الأمنيّة في تل أبيب على أنّه حان الوقت لطرد قادة (حماس) من القاهرة، أوْ ممارسة الضغوط الهائلة عليهم من أجل التقدّم نحو صفقة تبادل الأسرى، مُضيفةً أنّ مصر قادرة على أنْ تفعل أكثر ممّا تقوم به حتى الآن، في كلّ ما يتعلّق بالمفاوضات حول صفقة التبادل، كما قالت.
وزعمت المصادر الإسرائيليّة أيضًا أنّه في اليوميْن الأخيريْن أكّد قادة حماس الذين تستضيفهم قطر أنّهم ليسوا بصدد الانتقال من الدولة الخليجيّة إلى دولةٍ أخرى، مثل تركيّا، ولذا فإنّه من واجب قطر، كدولةٍ مُستضيفةٍ لقادة (حماس) أنْ تُمارِس عليهم الضغوط الجبارّة من أجل تليين مواقفهم، مدعيّةً أنّهم وضعوا شروطًا تعجيزيّةً وغيرُ منطقيّةٍ لإتمام صفقة التبادل، والتي ترفض إسرائيل الموافقة عليها.
مُضافًا إلى ما ذُكِر أعلاه، فإنّ محافل في جيش الاحتلال الإسرائيليّ انتقدت وبشدّةٍ حجم المساعدات المدنيّة التي يتّم إدخالها إلى قطاع غزّة، واصفةً المعونات بأنّها أكثر من اللازم، وأنّها تمنح حركة (حماس) بالعمل على استقرار القطاع، ونقل الموقع الإخباريّ الإسرائيليّ عن مصدرٍ عسكريٍّ رفيعٍ قوله إنّه في المملكة الأردنيّة الهاشميّة يوجد أقّل أكل ممّا يوجد في قطاع غزّة، على حدّ مزاعمه.
 وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو قد أمر قيادة جيشه، علنًا، في شباط (فبراير) الماضي بإعداد خطةٍ للتهجير القسري لأكثر من مليون فلسطينيٍّ من رفح، المتاخمة للحدود المصريّة، مما يهدّد بتكريس النكبة الثانية للشعب الفلسطينيّ وبمفاقمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من نصف عامٍ في غزة المحتلة والمحاصرة.
وفي هذا السياق، قالت حركة المقاطعة، في بيانٍ تلقّت إنّ “رفح المكتظة أصلاً ازدادت اكتظاظًا بشكلٍ هائلٍ نتيجة نزوح مئات الآلاف من شمال ووسط غزة إليها نتيجة حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال، والتي تجمع بين التدمير الممنهج لكلّ مظاهر الحياة والحصار الذي يُهدّد كلّ شعبنا في غزة بالمجاعة والأمراض المعدية المستشرية”، على حدّ تعبيرها.