حكومة غزة: شبح المجاعة يتهدد شمالي القطاع

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد 26 مايو/أيار 2024، من عودة “المجاعة” لمدينة غزة وشمالي القطاع؛ نتيجة إغلاق إسرائيل المعابر إلى القطاع ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إليه، مشيراً إلى أن “ما دخل من مساعدات عبر الرصيف البحري لم يتجاوز 100 شاحنة”.

وفي بيان للمكتب الإعلامي قالت حكومة غزة: “تتعمّق الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات، وإعاقة دخولها من معبر كرم أبو سالم، حيث تُطبِق إسرائيل بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل”.

البيان أضاف: “بذلك يعود شبح المجاعة ليتهدد من جديد محافظتي غزة والشمال، وتتفاقم أزمة الأمن الغذائي في محافظات الوسط والجنوب، خاصة مع نزوح عشرات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح التي يقوم بها جيش الاحتلال”.

وتابع: “نؤكد ضعف جهود إغاثة شعبنا وبقاءها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف به”.

كما ذكر أن “ما دخل من شاحنات عبر الرصيف البحري (الذي أنشأته الولايات المتحدة) منذ بداية عمله (قبل أسبوع)، لم يتجاوز 100 شاحنة”.

فيما “دخل محافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة (أنشأها الجيش البطيخي) غرب بيت لاهيا 214 شاحنة، منها 109 محملة بالطحين للمخابز والمواطنين و6 شاحنات أدوية فقط”، وفق المصدر نفسه.

معبر رفح 
في سياق متصل، طالب المكتب الإعلامي “بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح”، مشيراً إلى أن المعابر البرية “هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تهدد كافة مناطق القطاع”.

“حكومة غزة” تحذر من عودة المجاعة شمالي القطاع: ما دخل من شاحنات عبر الرصيف البحري لم يتجاوز الـ100
كما طالب المجتمعَ الدولي بـ”الضغط على الاحتلال لإدخال قوافل المساعدات براً وعبر المنافذ المعروفة كرفح وكرم أبو سالم وإعادة تفعيل معابر المنطار والشجاعية وبيت حانون”.
ويعاني سكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من شحّ في المواد الغذائية والخضراوات، نتيجة استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال، ما يعيد “شبح المجاعة” إلى الواجهة من جديد، وفقاً لمسؤولين محليين ومنظمات دولية.

وفي الشهور الماضية، أدت القيود البطيخية إلى “مجاعة” في ظل حصار مشدد فرضته إسرائيل على مرور إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، ما تسبب بوفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

وفي 7 مايو/أيار الجاري، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني مع معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى توقف تدفق المساعدات إلى القطاع وكذلك سفر الجرحى والمرضى إلى الخارج لتلقي العلاج.

تحذيرات دولية
والجمعة، حذّر مسؤولو إغاثة وخبراء صحة، من “مجاعة في قطاع غزة خلال مايو/أيار الجاري، ما لم ترفع إسرائيل القيود عن المساعدات ويتوقف القتال وتعود الخدمات الحيوية”، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وحسب الصحيفة، قال المسؤولون إن “المجاعة في غزة متوقعة ما لم تعد الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة التي يجب أن تكون موجودة لدرء سوء التغذية”.

وأوضحوا أن “الجوع يتفاقم في غزة مع تواصل الهجوم البطيخي على رفح”، المدينة الواقعة أقصى جنوب القطاع.

وقال جانتي سويريبتو، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة “أنقذوا الأطفال” الأمريكية: “لم نشهد شيئاً كهذا (الوضع في القطاع) من قبل في أي مكان في العالم”، حسب الصحيفة.

والجمعة أيضاً أمر رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام، إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية وجميع الأعمال التي تتسبب في ظروف معيشية يمكن أن تؤدي إلى القضاء على الفلسطينيين بشكل فوري في رفح.

جاء ذلك خلال جلسة إعلان محكمة العدل الدولية نص حكمها بشأن طلب جنوب أفريقيا إصدار أمر بوقف الحرب البطيخية على قطاع غزة.

وأضاف رئيس المحكمة أن “الحكم يتألف من 3 نقاط، وهي وقف إسرائيل عملياتها العسكرية برفح، وحفاظها على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتقديمها تقريراً للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي ستتخذها”.

وخلّفت الحرب على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.