روسيا تقصف جنوب وشرق أوكرانيا وتُخرج مطار أوديسا من الخدمة


12:35 ص


الأحد 01 مايو 2022

(دويتشه فيله)

أعلنت أوكرانيا أن مطار أوديسا أصبح خارج الخدمة بعد تدمير مدرجه بضربة صاروخية روسية. وتكثف روسيا قصف شرق أوكرانيا في وقت يكشف فيه التضارب بين التصريحات الروسية والأوكرانية حول محادثات السلام مدى التباعد بين الطرفين.

قال الجيش الأوكراني السبت إن ضربة صاروخية روسية على المطار في مدينة أوديسا الساحلية، التي لم تتضرر نسبياً من الحرب حتى الآن، دمرت المدرج بصورة تجعله غير صالح للاستخدام.

واستهدفت روسيا بشكل متقطع ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود. وقالت أوكرانيا قبل أسبوع إن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا في قصف للمدينة. وقال الجيش الأوكراني: “نتيجة هجوم صاروخي في منطقة أوديسا، تضرر مدرج المطار في أوديسا وصار من المستحيل استخدامه مرة أخرى”. ولم يعلق الجيش الروسي حتى الآن على هذا الهجوم.

كما قصفت القوات الروسية منطقة دونباس في شرق أوكرانيا اليوم السبت. وتأمل روسيا في السيطرة الكاملة على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا والمكونة من لوهانسك ودونيتسك والتي كان انفصاليون مدعومون من موسكو يسيطرون بالفعل على أجزاء منها قبل الغزو. وقالت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني في إفادتها اليومية إن الروس يحاولون السيطرة على مناطق ليمان في دونيتسك وسيفيرودونيتسك وبوباسنا في لوهانسك، وأضافت: “لا يحققون النجاح، القتال مستمر”.

وحوّلت الحرب مدناً أوكرانية إلى أنقاض وأودت بحياة آلاف الأشخاص ودفعت خمسة ملايين أوكراني إلى الفرار من بلدهم. وبعد فشلها في السيطرة على العاصمة كييف، تركز روسيا الآن على شرق وجنوب أوكرانيا.

تضارب في التصريحات حول محادثات السلام

وبينما تستمر الجهود منذ بداية الحرب لإجراء محادثات سلام، لايزال الجانبان متباعدين، الأمر الذي تجلى في التعليقات المتضاربة حول جهود كبار المسؤولين الروس والأوكرانيين اليوم السبت. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نُشرت في وقت مبكر اليوم السبت إن رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا جزء من محادثات السلام التي قال إنها صعبة لكنها مستمرة يومياً عبر رابط فيديو.

لكن المفاوض الأوكراني البارز ميخايلو بودولياك نفى ذلك. وأشار بودولياك إلى تصريحات من مكتب الرئيس زيلينسكي قائلاً إن”قضية العقوبات الدولية المفروضة على الاتحاد الروسي لم تناقش على الإطلاق في إطار المفاوضات الروسية الأوكرانية”، ومضى يقول: “الأمر بيد كل شركائنا إلى جانب أوكرانيا كي يقرروا ماهي القرارات التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق بالعقوبات ومتى”.

ويصر زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي يوم 24 شباط/فبراير على أن هناك حاجة لتشديد العقوبات على روسيا وأن العقوبات لا يمكن أن تكون جزءاً من المفاوضات. وقال أمس الجمعة إن المحادثات تواجه خطر التوقف وذلك بسبب ما وصفه “بقواعد التلهي بقتل الناس” عند روسيا. واتهمت أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب أعمال وحشية في المناطق التي سبق أن احتلتها بالقرب من العاصمة كييف. وتنفي روسيا هذه الاتهامات. وقال لافروف إن على الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أن توقف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا إذا كانت حريصة حقاً على إنهاء الأزمة الأوكرانية.

وفي واشنطن، لاقت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا، وقيمتها 33 مليار دولار تشمل 20 ملياراً للأسلحة، تأييداً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أمس الجمعة إنها تأمل في أن يوافق الكونغرس على الحزمة بأسرع ما يمكن. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأوكراني في اتصال هاتفي اليوم بأن بلاده ستكثف دعمها العسكري والإنساني لأوكرانيا.

قصف مستمر وتبادل أسرى وإجلاء

وقالت موسكو اليوم السبت إن وحدات المدفعية التابعة لها قصفت 389 هدفاً أوكرانياً خلال الليل. ونقلت وكالات أنباء روسية عن ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك قوله إن الدفاعات الجوية الروسية منعت طائرة أوكرانية من دخول المنطقة اليوم السبت، مضيفة أن القصف أصاب أجزاء من محطة للنفط. وقال رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك الروسية إن عدة قذائف أُطلقت من اتجاه أوكرانيا اليوم على نقطة تفتيش بالقرب من حدودها، مضيفاً في مقطع فيديو عبر قناته على تيليغرام أنه لم تقع إصابات أو أضرار.

وخرج عشرون مدنياً اليوم السبت من مجمع آزوفستال حيث تتحصن آخر القوات الأوكرانية في ميناء ماريوبول على البحر الأسود، على أن يتجّهوا إلى زابوريجيا، حسبما أعلنت كتيبة آزوف التي تؤمن حماية الموقع. وقال نائب قائد كتيبة آزوف سفياتوسلاف بالامار “نُقل عشرون مدنيًا هم نساء واطفال… إلى مكان مناسب ونأمل أن يتم إجلاؤهم إلى زابوريجيا الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا”. وفي وقت سابق السبت، أفاد مراسل وكالة أنباء تاس الروسية في المدينة أن 25 مدنياً بينهم ستة أطفال تقل أعمارهم عن 14 عاماً غادروا المجمع الصناعي.

وترددت أنباء أيضاً عن هجمات في أماكن خارج دونباس، منها دنيبرو وزابوريجيا الجنوبية ومدينة خاركيف الشمالية الشرقية حيث قال حاكم المنطقة إن منطقة سكنية تعرضت للقصف خلال الليل. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير عما يحدث على الأرض. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا، في منشور على الإنترنت، إن بلادها نفذت تبادلاً للأسرى مع روسيا اليوم السبت عاد بمقتضاه إلى الوطن سبعة جنود وسبعة مدنيين. ولم تذكر عدد الروس الذين سلمتهم بلادها.