سلوك الإنسان سبب في التحول الرقمي للمدن

تعتمد المدن الذكية في بناء التحول الرقمي على دراسة سلوكيات الإنسان وعاداته وقيمه، حيث إن أهم أسباب فشل التحول الرقمي بالمدن العمل بعيدا عن تجارب الإنسان، ودراسة سلوكه اليومي الذي يعد عنصرا أساسيا في نمو اقتصاد المدن. كما أن الاستغناء عن دليل التجارب يخلق عشوائيات رقمية، ويحقق سيطرة القطاع الخاص والشركات التقنية.

وقال مدير عام برنامج المدن الذكية، عبدالمجيد منقرة: «نسعى لتأسيس مدينة ذكية من أكثر مدن العالم سكينة وعطاء وحيوية بتقديم تجارب ثرية تدوم في ذاكرة سكانها وزوارها، وتجعل التقنية والابتكار والتعاون في قلب المدينة المنورة النابض. هذه الرؤية تتضمن ركيزتين أساسيتين: الحفاظ على السكينة والعطاء والحيوية كقيمة للمدينة، وأيضا تقديم تجارب ثرية عبر استخدام التقنية، والحقيقة شكلت الرؤية لحد ما في بدايتنا معضلة، فكيف نستطيع أن نحافظ على طمأنينة المدينة وسكينتها عبر ضخ المزيد من التقنية فيها، حيث يعرف أن التقنية دائما تحدث اهتزاز بالمجتمع، وتخلق اللاسكينة بالمجتمع، وكان الحل لهذه المعضلة تصميم التجارب بالاعتماد على إنسان المدينة، واستنادا إلى احتياج هذا الإنسان وقيمه، وليكن له دور في بناء هذه التجارب».

وأوضح: «لماذا هذا المنهج سيسهم في حل هذه المعضلة؟ لأنه عندما يستند التحول الرقمي بشكل أساسي على الإنسان، فهو بكل تأكيد سيحافظ على إنسان المدينة وقيمه، سواء كان زائرا أو ساكنا، فهو في هذه المنهجية جزء رئيسي لبناء التجارب وتطويرها، وعند الحديث عن تجارب المدن نحن نتحدث بشكل أساسي عن سلوكيات الإنسان التي تعد أهم ركائز النمو الاقتصادي بالمدن».

وقد أطلق أمين منطقة المدينة المنورة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة، المهندس فهد البليهشي، «دليل تجارب المدينة المنورة» الذي أعدّه برنامج المدن الذكية بالهيئة، ليكون نموذجا يُصمّم ويحدد العادات اليومية للسكان والزوار، ويضع إطارًا فريدًا لنمط الحياة الحضرية في المدن.

وأكد البليهشي، في الكلمة الرئيسية لحفل الإطلاق، أن الدليل يتضمن 146 تجربة وسلوكا يوميا تم توثيقها من خلال 8 فئات مختلفة، وتُمثل السكّان والزوار، وذلك في قوالب حيّة تفاعلية، ليكون بذلك مرجعا للمطورين والمتخصصين في فهم أنماط الحركة والمتطلبات الأساسية، ويسهم في رفع مستوى جودة الحياة، ويثري تجربتهم.