على حطة إيدك ! ،،، محمد سالم

“أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”صدق رسول الله ﷺ .
 “الضعيف منكم قوي حتي اخذ الحق له ..والقوي منكم ضعيف حتي اخذ الحق منه” أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

– ارسل الإمام  على بن ابى طالب لواليه فى مصر قائلاً : وليكن نظرك فى عمارة الارض ابلغ منه فى استجلاب الخراج (الضرائب)، لأن ذلك لايدرك الا بالعمارة ، وإلا : اخربت البلاد واهلكت العباد.

– “إن لك الخيار يا مولاي السلطان … لك أن تجعله للعمل، ولك أن تجعله للزينة … إني معترف بما للسيف من قوة أكيدة، ومن فعل سريع وأثر حاسم، ولكن السيف يعطي الحق للأقوى، ومن يدري غدا من يكون الأقوى؟ … فقد يبرز من الأقوياء من ترجح كفته عليك! … أما القانون فهو يحمي حقوقك من كل عدوان؛ لأنه لا يعترف بالأقوى … إنه يعترف بالأحق ! والآن فما عليك يا مولاي سوى الاختيار ؛ بين السيف الذي يفرضك ولكنه يعرضك، وبين القانون الذي يتحداك ولكنه يحميك” ! (القاضي متحدثا إلى السلطان في مسرحية توفيق الحكيم “السلطان الحائر”)

– ضحك العم “عشم”  قائلا: وجع القلب المعتاد. فصاحب الجرم مهما ارتقى موضعًا، تظل نفسه تعبر عن مكنونها بالخروج عن القوانين؛ تقصد.. سلطان فقط، ام سلطتين. و سلاطين ؟! ام ..أصحاب الجور والخراب، و الجباية، وكيانات السداح مداح؛ ودائرة الانقسام الجهنمية، هذه البؤر العفنة، متي وكيف يمكن إبطال مفعولها؟! إن كلمة الحق، قمة القوة، بقوة الحق سبحانه؛ 

و لله در الشاعر العظيم أبي العلاء المعري، الذي أدرك بوعيه وبصيرته، قبل مئات السنين من معرفة العالم بالدساتير ونظم الحكم الحديثة، أن الحاكم “أجير” عند شعبه، وليس له أن يظلم رعيته، أو يتعدى حقوقها، وهي أيضا مفاهيم إسلامية راسخة. يقول المعري: مُلَّ المُقامُ فَكَم أُعاشِرُ أُمَّةً..أَمَرَت بِغَيرِ صَلاحِها أُمَراؤُها/ ظَلَموا الرَعيَّةَ وَاِستَجازوا كَيدَها.. فَعَدَوا مَصالِحَها وَهُم أُجَراؤُها.

– كلام في سرك.. ليس هناك ما هو أخطر على المُختلفين، من المتخلِّفين. المنقسمين، فالقضية الفلسطينية تعرضت برمتها لانتكاسة كارثية. بفعل مخطط الانقسام؛ وما رأيناه بعد تنفيذه، هو بالفعل نكسة استراتيجية وربما نكبة أخرى. و إذا غابت المسألة وحرم الشعب الفلسطيني من حقه الأصيل في اختيار ممثليه-الانتخابات ، وحق الاختيار، والوحدة الوطنية، والمحاسبة، ومكافحة الفساد. فكل فساد مباح ، وكل انتهاك متاح ..لا تقل الشعب الفلسطينى فقد حق الاختيار. وإصاب امة الشهداء. الفقر الفكري والسياسي!  أو غير ذلك ، الشعب الفلسطينى وقع رهينة مخطط صهيوني إجرامي. وأسير لبيئة وسياسات – اشباه – حكومات، وموالسة الانشقاقات السياسية والجغرافية المتعاقبة.

– للأسف .. بعض القضايا فزاعات وشماعات صنعتها – إشباه- حكومات انقسامية متعاقبة، لفشلهم فى تحقيق طموحات الشعب؛ والشعب هو ضحيتهم على مدار عقود ، ولن أحكى لك عن التشرد والدجل السياسي – طبعا- التي نفرت منه البيئة الفوضوية السائدة القاتلة لأى طموح ،واليوم حكومات نص كم ، سابقة وحالية ولاحقة ، فاقدة  الرحمة على القضية وشعبها. وكفانا تصريحات يومية لا علاقة لها بالأرض التى نقف عليها والتى لا تختلف عن مكياجات التجميل  التى تتساقط  سريعا مع طلعة شمس كل صباح.

– السياسة مصلحة عامة ، شأن عام ، رأي عام ، يلزمه أكبر قدر من الوضوح والعلانية والشفافية . وهذا غير متاح.. حاليا، فلم يعد شيئ يدهشنا ولا نستبعده فى ظل مخطط الانقسام والتقسيم الصهيوني .. ولم نعد نصدق شيئا مما يُعلن ويقال ..ليس لأننا متشككون ولا كارهون ولكن لأن السوابق والأيام والسنين علمتنا أننا يتم الكذب علينا كل يوم ، وأنه لاحدود للكذب أو الظلم أو الإستهتار بالناس وانتهاك حقهم ، و حياتهم.

– طريقة انهاء الفساد و الجباية المتوحشة والخراب، والدجل السياسي. ومخطط الانقسام الصهيونى. تتوقف على ما يريده الشعب الفلسطيني  وقياداته المنتخبة مستقبلا ؛ ومستقبل موالسة الانقسام يحدده الشعب الفلسطينى بعد محاكمة ومحاسبة هؤلاء. وهذه أول خطوة على طريق الاستقلال والحرية. غير ذلك، سنظل ندور في حلقة مفرغة من النصب والفساد والاحتيال والانقسام والشعارات الحنجورية. وإهدار الجهد و الوقت والموارد البشرية والمالية.

– هل يتم تغيير ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخراب المتعمد؟ في ظل هذه الحالة الرديئة جدا ! فمسلسل الانقسام- مخطط – مرهق جدا من الناحية الوطنية. وواضح أن السادة المسؤولين بحاجة إلى إعادة تأهيل، ومحاسبة في هذه الناحية، ومش عيب أبدا إننا نتعلم.. العيب الحقيقي أن نظل هكذا “على حطة إيدك”، لم نكد نتقدم خطوة واحدة، من أيام الانقسام الاولي.! فالشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ”.

 
– من سيحكم من يفعلون به ذلك؟! ولمصلحة من كل هذا ، وما جدوى الأحزاب والمجالس والمؤسسات والحكومات التى تدير هذا الوطن – المقسم –  ولصالح من تعمل إن لم يكن لصالح الشعب! نعلم أننا تكلمنا كثيرا ولم يستمع لنا أحد بدليل أن كل شيئ يستمر بلا أدنى محاولة للتغيير الإيجابي والإصلاح ، فقط .. على حطة إيدك ، ولكننا لا يسعنا السكوت لأنه يعنى أننا لسنا أحياء ، أو يعنى أن كل شيئ على مايرام .. ولاهذا ولا ذاك حدث..! أفيقوا يرحمنا الله بكم، أو منكم..