فتيات يفضلن الارتباط بالمعدد – جريدة الوطن السعودية

يجنح كثير من الفتيات إلى الزواج من رجل معدد بدلا من الارتباط بأعزب. وينطبق هذا الأمر على الفتيات الصغيرات في السن وليس فقط من تجاوزن الأربعين من العمر، فلم يعد هذا مرفوضا كما في سنوات مضت بل صار مطلبا هذه الأيام، وذلك لأسباب عدة مادية واجتماعية ونفسية. في زمن مضى، كان الزواج من معدد هو اضطرار تلجأ إليه السيدات الأرامل أو المطلقات أو من فاتهن قطار الزواج، لكن اليوم بات هذا الارتباط يتم برغبة قوية لدى الفتيات اللاتي تعرفن على متاعب أخريات في الزواج من الشباب.

قلة الخبرة

تقول وفاء العامر إنها تفضل الارتباط برجل ناضج، حيث إن صديقاتها واجهن سنوات متعبة مع أزواجهن الشباب لقلة الخبرة في التعامل وقيامهم بسلوكيات خاطئة اجتماعيا وأسريا بسبب قلة النضج أيضا، وعدم القدرة على حل المشكلات الأسرية بالشكل الصحيح. كما أن الشاب لا يزال يبحث عن حياته والعيش بأسلوب العزوبية حيث الحرية وقلة المسؤولية والركض خلف الأصدقاء والسهر، ويتضايق من متطلبات الزوجة أو ينزعج من الأطفال.

المال مطلب

وتوضح إسراء ياسين أنها تفضل زوجا ولو كان معددا لأنها وجدت أن الحياة تتطلب توافر المادة لتحقيق متطلبات الفتيات، والزوج الصغير في السن لا يقدمها ويطلب منها المساهمة في الالتزامات المالية للأسرة. ومع المعدد إذا كان مقتدرا ستعيش حياة رغدة وأكثر أريحية وتصل إلى مبتغاها في الحصول على كل مطالبها، وتتيسر مشترواتها بكل يسر وسهولة، بدلا من المعاناة مع موظف يبدأ أولى خطواته في مشوار المهنة وغالبا يريد الادخار عن الإنفاق.

حرية وأريحية

وتضيف منى العلي أن الحياة الزوجية مسؤولية كبرى من ناحية البيت والأطفال والزوج الشاب قد يحرمها من حريتها الشخصية، وهي تريد أن تعيش حياتها وتسافر وتقابل صديقاتها، وهذا كله لا يتحقق مع زوج شاب، يحاسبها على كل خطوة أو خروج أو زيارة لأهلها ومجتمعها، ولا يعطيها حريتها إلا بإذن وقد يقبل أو يرفض أو حتى يشعر بالغيرة ممن حولها من المحبين كالصديقات والأخوات.

استقرار عاطفي

وفي المقابل، يبين أحمد عقيل (موظف) أن هذه النظرة غير مقبولة وليست عقلانية، فالمرأة تحتاج إلى استقرار عاطفي قد لا يوفره الزوج الكبير في السن أو المشغول بشركاته وزوجاته. ولا بد أيضا أن تحسب المرأة حساب التكافؤ وفارق السن لأنهما يحققان تناغما وانسجاما أهم من المال أو الحرية، وهي لا بد أن تشعر بالمسؤولية وتتحملها لأن هذا الأمر من صميم تكوين الشخصية التي تصبح على مر السنين ناضجة وواعية، فالحياة ليست لهوا ولعبا.

بُعد فكري

ويقول تركي عاصم إن الفتيات يعتقدن أن المال كل شيء، لكنهن بعد الزواج يكتشفن أن هناك أمورا وصفات يجب أن تتوافر في الزوج ليتحقق النجاح في الزواج. يواجهن بُعدا فكريا بينهن وبين الأزواج الأكبر سنا منهن بكثير. وبعد ذلك تندم الفتاة، فليس كل شاب لا يتحمل المسؤولية أو يحرمها حريتها إنما غالبا ما يطالب الزوج الشاب بخروجها في حدود. كما أن كثيرا من الفتيات تزوجن بأزواج معددين ووجدوهم بعيدين عنهن، فأصبحن يعشن في وحدة، ولم يتحصلن معهم على الراحة أو التفاهم أو الاحترام.

الرأي النفسي

تقول الأخصائية النفسية نجلاء البريثن «صحيح يوجد البعض من الفتيات يفضلن الارتباط بزوج متزوج أو معدد وذلك لأسباب أن الفتاة لا تريد أن تتحمل مسؤولية بيت وزوج، فكونه يرتبط ببيت آخر فهو يحقق هدفها. الشيء الآخر أن البعض لا يهمهن إن كان الزوج معددا بقدر ما يهمها أن يكون ثريا، فهنا حققت هدفها بعدم تحمل أي مسؤولية، وحصولها على المال وشراء مقتنيات كانت تحلم بها، وتقوم بالسفريات التي تتمناها، وهذا يجعلها تستعرض ما تحصل عليه أمام غيرها ومن هنا تتولد هذه الفكرة لدى البعض». وتضيف «فكما نرى في برامج التواصل الاجتماعي الكثير من الاستعراضات وعرض الناس للحياة الزوجية بأنها سفر وفلوس وما إلى ذلك، مما يجعل تفكير الفتاة من هذا المنطلق أنها لا يهمها الرجل بقدر ما يهمها توفير المادة والثراء والسفر، فكونها ترتبط بشاب في مقتبل العمر في بداياته فإنها لن تحصل على ما تريد، ومن هنا تختصر الطريق حتى تصل إلى هدفها». وتوضح أن هذه القضية انتشرت في الآونة الأخيرة وأصبح تفكير الفتاة يقتصر على أمور معينة، وهنا تتحمل الأسرة جزءا من ذلك، وقد يكون الأهالي بعيدين عن بناتهم وعن توجيههن.

أسباب جنوح الفتيات عن العزاب

– قلة الخبرة في التعامل.

– قيامهم بسلوكيات خاطئة اجتماعيا وأسريا.

– عدم القدرة على حل المشكلات الأسرية بالشكل الصحيح.

– بحث الشاب عن الحرية وقلة المسؤولية والركض خلف الأصدقاء والسهر.

– تضايق الشاب من متطلبات الزوجة أو الانزعاج من الأطفال.

– تجنب المعاناة مع موظف يبدأ أولى خطواته في مشوار المهنة وغالبا يريد الادخار لا الإنفاق.