لأول مرة في قطاع غزة.. مروة وأحلام يتحدين الحصار بمشروع جديد

على الرغم من الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يجعله أكبر سجنا في العالم، إلا أن أهله لا ينفكوا عن خلق مشاريع من العدم للخروج من رحم المعاناة إلى فسحة الأمل والحياة، وهنا حديثنا عن إنجاز جديد يضاف إلى أحد قصص النجاح في هذا القطاع. 

أحلام ومروة خضرة شقيقتان فلسطينيتان من قطاع غزة نجحتا في خلق فرصة عمل لديهما من خلال فتح متجرهما الخاص “Station cafe”، بتقديمها أصناف متعددة من الحلويات العربية والغربية بطريقة لافتة ومميزة ممزوجة مع حداثة الديكور ذو الألوان الهادئة والمتناسقة استطاعوا جذب الكثير من الزبائن لمتجرهما. 
 
“إيجاد وظيفة في قطاع غزة تعد من الأمور الصعبة خاصة للسيدات نظرا للمسؤوليات الواقعة عليهم من تربية الأطفال والاهتمام بالأمور المنزلية اليومية” هذا ما قالته أحلام خضرة، سيدة متزوجة ولها أربعة أطفال، مشيرةً إلى أن هذا السبب الرئيسي الذي دفعها لافتتاح مشروعها الخاص.  

بعد خمسة عشر عاما من العمل في إدارة وتنسيق المشاريع، قامت أحلام بدارسة أكثر المشاريع نجاحا في القطاع، فتبين لها أن مشاريع الطعام والمشروبات من أكثر المشاريع نجاحا في القطاع، وهذا ما دفعها إلى نقل مشروعها على أرض الواقع مستعينة بشقيقتها مروة. 

“كان المشروع عبارة عن حلم، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر فيها القطاع، لكن حاولنا جاهدين إلى تحويل حلمنا إلى واقع بالإمكانيات المتوفرة” هكذا وصفت مروة خضرة مشروعها،وهي سيدة متزوجة وأم لخمسة أطفال. 
 

 لتحقيق هذا الحلم التحقت الشقيقتان في مسابقة أقامها صندوق التشغيل الفلسطيني للفوز بقرض صفري وهو القرض الذي يتم تسديده بعد البدء بالمشروع، فتمكنت الشقيقتان من الفوز بالقرض بعد تنفيذ سلسلة من الدروات الخاصة بالإدارة والتسويق، ثم بدأتا بتطبيق مشروعهما الذي كان بمثابة حلم لديهما. 

لتطوير قدراتهما على إعداد القهوة بأنواعها، والحلويات الغربية والعربية، التحقت الأختان بالعديد من الدورات عبر الإنترنت، وبدأتا بتجريب الحلويات والمشروبات البسيطة حتى أصبحوا الآن قادرتين على تقديم حلى لندن، حلى ستيشنح، السامولينا، والبروانيز، والقهوة بأنواعها، إلى جانب تقديم الفطور بطريقة مميزة وملفتة. 

لم يكن مشروع الشقيقتين سهلاً، حيث كانت هناك الكثير من المعيقات التي أخرت افتتاح الشقيقتين للمشروع أبرزها العدوان الأخير على القطاع، وإغلاق المعابر ومنع إدخال الأجهزة والأدوات اللازمة للمتجر، حتى بعد دخول هذه المستلزمات كانت أسعارها مضاعفة، فاضطرت الشقيقتان إلى فتح مشروعها بالإمكانيات البسيطة والمتوفرة. 
 
يعد التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أبزر وأفضل طرق التسويق في هذه الأيام، فقامت الشقيقتان بالترويج للمتجر عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي خاصة على منصة الإنستغرام نظرا لإقبال الشباب عليها بشكل كبير وملحوظ. 
 
تتجسد روح التعاون بين أفراد العائلة من خلال هذا المتجر حيث تتشارك الشقيقتان في العمل وتقسيمه ما بين صناعة الحلويات والدوام داخل المتجر، إلى جانب مساعدة شقيقهم عمر لهم في الإدارة والتواصل مع الزبائن عبر مواقع التواصل الإجتماعي. 
 

ومن هذا نرى أن المتاجر والمشاريع لم تعد مقتصرة على الشباب فقط، وإنما يفرض الواقع الذي نعيش فيه على السيدات التفكير خارج الصندوق وخلق فرص عمل لهن لتوفير العيش الكريم لهن ولعائلتهن، والقدرة على توفير كافة الاحتياجات والمتطلبات

5cd73cb4-5eb7-4478-9f90-06e33cc5c6e3

0dd3a050-7995-4afb-ac7f-0a602110b4ff