لبنان: من يفوز بالتكليف.. ميقاتي أم سلام؟

لمن ستؤول غالبية الأصوات في «إثنين الاستشارات النيابية» الملزمة في السادس والعشرين من يوليو الجاري، لرئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي أم للسفير السابق نواف سلام؟

ميقاتي الصامت منذ أن دخل اسمه في بورصة الترشيحات لا يزال على صمته خشية الاحتراق أو حرصا من زلة لسان قد تكشف الكثير مما يدور في أروقة رئيس الوزراء المعتذر سعد الحريري، إلا أن مدير مركز الارتكاز سالم زهران المقرب من دوائر «حزب الله» كشف في تغريدة على تويتر ما يدور في تلك الكواليس بقوله: «الحريري حسم أمره باختيار ميقاتي رئيساً، والكتل تنتظر عودته من اليونان للنقاش في التفاصيل التي يريدها ما بعد التكليف، مستعيناً بالفرنسيين الذين يسعون إلى حكومة قبل 4 أغسطس».

وختم زهران بأسئلة تحتاج إلى أجوبة ممن ورد اسمهم بالتغريدة وما زالوا على صمتهم، إذ كتب: «يبقى السؤال كيف تولد حكومة دون التيار والقوات؟».

الصمت الذي يطبق على القاصي والداني في عملية التكليف خرقه تصريح صحفي نشر اليوم (الخميس) في صحيفة «النهار» للسفير نواف سلام الذي دخل اسمه كالعادة من الباب العريض لبورصة الترشيحات، كونه يحظى برضا عربي وغربي، فقال وكأنه يشرح رؤيته للمرحلة، في حال تسنت له قيادتها، إنه لا يجوز أن يختلف اثنان على أنّ البلاد في وضع خطير واستثنائي بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وهذا يقتضي معالجة استثنائية، عنوانها حكومة كفاءات مستقلة مع صلاحيات تشريعية استثنائية التي وحدها تسمح اليوم بالتصدي بالسرعة الضرورية، وبالفاعلية المطلوبة للمشاكل الكبيرة التي تعانيها البلاد.

وأوضح أنّ المطلوب هو صلاحيات استثنائية لفترة محددة من الزمن لا تتجاوز نهاية هذه السنة، وتكون مجالاتها محددة أيضاً في القضايا المتعلقة بالمالية والاقتصاد والطاقة والشؤون الاجتماعية، من دون أن يعني ذلك ألّا يبقى تحقيق استقلال القضاء أولوية أساسية.

وأكد سلام أنه قال هذا الكلام عينه لكل من فاتحه بمسألة توليه رئاسة الحكومة، مشدداً على أنّ همّه الأول قيام حكومة قادرة على الإنجاز السريع لوضع حدّ لعذابات الناس ووقف الانهيار وبدء عملية النهوض بلبنان.

لكن الواقع والمعطيات يؤكدان أنه حتى الساعة لم يتضح لدى الجميع «الخيط الأبيض من الخيط الأسود» في ظل عدم بروز توافق على أيّ اسم ولا حسم لشكل الحكومة ومهماتها. وكشف مصدر لـ«» أن المعطى الوحيد الواضح حتى الساعة أن سببا من الأسباب التي دفعت الحريري للاعتذار هو سعيه لإبعاد سيف العقوبات عنه وعن فريقه، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الجمهورية، فإن دعوته السريعة للاستشارات لإبعاد سيف العقوبات عنه وعن فريقه، معيدا رمي الكرة في ملعب الحريري وأنه المعرقل، وفقا لتصريح الحريري نفسه أنه لن يسمي رئيسا جديدا كما أنه لن يمنحه الميثاقية السنية.

وشرح المصدر ما يجري مع المرشحين ميقاتي وسلام بقوله إن ميقاتي لا يمكنه قبول المهمة دون تفويض الحريري ورؤساء الحكومة السابقين، وإن الحريري وافق من تحت الطاولة على ميقاتي لأن التفاهم بين عون وميقاتي ليس مستحيلا، وهذا التكليف قد يبقيه على ساحة اللعبة السياسية القائمة في البلاد. أما عن تلميحات جبران باسيل لتبني نواف سلام فهي سعي من صهر العهد لكسب الرضا الخارجي كون سلام يحظى بقبول عربي وغربي، ولكنه يصطدم حتى الساعة برفض «حزب الله».