للوالدين..الشكوى للأبناء عن المشكلات الخاصة تهدم شخصياتهم

يقتصر تفكير بعض الأهالي، على أن الإساءة محصورة فقط بالجانب اللفظي (السب والشتم والنقد اللاذع والمقارنة ونحو ذلك) أو الإساءة الجسدية مثل الضرب المستمر أو الإهمال الجسدي (مثل ترك الأطفال عرضة للسمنة وعدم الاهتمام بتغذيتهم ونحوه).

ولم يأتي في بال البعض أن هناك نوع من الإساءة قد يدمر نفسية الطفل أو الطفلة، وهي الفضفضة أو الشكوى لهم وفي هذا الصدد تواصلت “الوطن” مع أخصائي نفسي أول اكلينيكي الأستاذة ريناد عماد عبدالدائم التي أكدت أن مسألة الشكوى أو التنفيس بالكلام للشخص الخطأ لن تقدم أو تؤخر فلن تُصلح الموقف ولن تُغيّر من الشخص، فكيف إذا جاءت هذه الشكوى أو الفضفضة من أحد الوالدين لأبناءهم ضد أحدهما (من الأم ضد الأب أو العكس).

وأوضحت الأستاذة ريناد في حال كانت العلاقة الزوجية في طريقها للنهاية أو انتهت بالفعل فإن علاقة الأطفال بوالدهم أو والدتهم لن تنتهي.

الآثار النفسية

كما بينت الأستاذة ريناد أن الفضفضة / الشكوى للأطفال عن سلوكيات الطرف الثاني قد تترك آثارا نفسية سلبية لهم مثل ارتفاع مستوى القلق وذلك بسبب عدم فهمهم لما يقوم به الطرف الآخر من اساءة، وعليه فإن أن الطفل ليس الشخص المناسب ليستمع لمثل هذه المشاعر.

من ناحية أخرى قالت الأستاذة ريناد بأن الكلام السلبي عن الطرف الآخر يُمكن أن يكوّن شخصية تخاف من المجتمع – ضعيفة الثقة بالآخرين – شخصية انتقامية – شخصية غير متفهمة للأسباب-

وصولا إلى الصدمة ” خاصة إذا كانت لمشاكل كبيرة كالضرب – الخيانة -الأذى بمختلف أنواعه “

ونوهت بأن الأذى النفسي الذي يقدمه الوالدين الذين يقومون بهذا الفعل للأبناء، يُدخل الطفل في دوامة من الاسئلة، لأن الطفل يعتقد أن الأم والأب هم الأفضل فيصيبه بالحيرة عن كيفية حصول هذا الأمر المخزي من أحدهما.

وكلما كبُرَ الطفل فإن الموضوع سيزداد تعقيدا ، حيث أن الطفل سيبدأ في تعميم التجربة السيئة -التي اكتسبها خلال الفضفضة من قِبَل أحد والديه- في الزواج، العمل، العلاقات والحياة الاجتماعية بشكل عام ، وسندخل الطفل في خطأ فادح وهو مسألة ” تعميم التجارب “.

المشاكل المادية

وحول الآباء الذين يقومون بالشكوى لأبناءهم عن صعوبة المعيشة وسوء الأحوال المالية ، أوضحت الأستاذة ريناد، أن الترديد المستمر أمام الطفل عن المعاناه الي يعيشها الأب من الناحية المادية

يُشعر الطفل بمشاعر نقص عن أقرانه ويقع حينها في حيرة من أمره حول ما يستطيع أن يطلبه و ما لا يستطيع، حيث أنه يسمع تذمر والده من ارتفاع الإيجار وفي نفس الوقت يرى أنه يشتري له لعبة في بعض الأوقات، بالتالي يدخل في دوامة من التخبط حول الوضع المالي، لأن الطفل لن يفرّق بين قيمة الإيجار أو اللعبة ففي النهاية الأمران سيان من وجهة نظره (مال يُنفق).

تابعت: قد يصل الطفل لكبت الاحتياجات وبالتالي احتمالية القيام بالسرقة.

وفي بعض الأحيان قد يبدأ بالابتعاد عن المجتمع بسبب إحساسه بالنقص معهم.

الشخص الخطأ

نصحت الأستاذة ريناد بضرورة رفع وتيرة الوعي عند الحديث مع الأطفال.

مؤكدة أن الطفل ليس الشخص المناسب للشكوى والفضفضة والتصريح بالمشاعر السلبية.

مشيرة إلى أن التعبير عن التعب مثل قول “أنا تعبانة اليوم عشان مضغوطة في الشغل/ أنا زعلانة من أختك لأنها قامت بكركبة البيت، لا بأس به لأنها أمور واضحة للطفل.

وختمت الأستاذة ريناد بقولها “لا تجعل طفلك يدفع ثمن سوء علاقتك بالطرف الآخر”.