ماذا يحدث للمتوفي في الفضاء؟

عندما يموت الإنسان على سطح الأرض، يدخل جسده في مراحل عدة من التفكك: فيتوقف الدم عن التدفق ويبدأ في التجمع نتيجة للجاذبية، ثم يبرد الجسم، وتتصلب العضلات بسبب التراكم غير المنضبط للكالسيوم في ألياف العضلات، وهذه المرحلة تسمى التيبس الميتي. ثم تقوم الإنزيمات، وهي البروتينات التي تسرع التفاعلات الكيميائية، بتفكيك جدران الخلايا وإطلاق محتوياتها.

في الوقت نفسه، تخرج البكتيريا الموجودة داخل أمعائنا وتنتشر في جميع أنحاء الجسم. وتلتهم الأنسجة الرخوة، وتتسبب الغازات التي تطلقها بانتفاخ الجسم وفق مقال في موقع The Conversation.

وبحسب «مونت كارلو» هذه العوامل الداخلية تتلاقى مع عوامل أخرى تؤثر على عملية التحلل، بما في ذلك درجة الحرارة، ونشاط الحشرات، ودفن الجسم أو لفه، ووجود النار أو الماء.

خطوات التحلل

أما ماذا يحدث للمتوفي في الفضاء فهو كالتالي: أولا، ستؤثر الجاذبية المنخفضة على المرحلة الأولى من التحلل، وسيؤدي نقص الجاذبية أثناء الطفو في الفضاء إلى عدم تجمع الدم. لن تتوقف مرحلة التيبس الميتي داخل بزة الفضاء، لأنها ناتجة عن عوامل داخلية. وستظل البكتيريا الموجودة في الأمعاء تلتهم الأنسجة الرخوة، لكن هذه البكتيريا تحتاج إلى الأكسجين لتعمل بشكل صحيح، وبالتالي فإن الإمدادات المحدودة من الهواء ستبطئ العملية بشكل كبير.

كما أن الميكروبات الموجودة في تربة الأرض تساعد أيضًا في عملية التحلل، وبالتالي فإن أي بيئة كوكبية تمنع العمل الميكروبي، مثل الجفاف الشديد، ستعمل على تحسين فرص الحفاظ على الأنسجة الرخوة لجثة الإنسان.

وسيتخذ التحلل في ظروف مغايرة جدًا عن بيئة الأرض مسارًا مختلفًا نظرًا لاختلاف العوامل الخارجية، خصوصًا من حيث التأثير على الهيكل العظمي.