ما هو السؤال الحرج الذي تركه الرئيس معلقا بلا إجابة؟ .. و” أبو مازن ” لا يثق بالأمريكيين ويعتبرهم مهندسين لـ”وعد بلفور”

يبدو  ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي الأزمة الحالية المفتوحة على كل إحتمالات التصعيد والتأزيم  في الأراضي الفلسطينية المحتلة  لا يملك أجوبة محددة على اسئلة  اكثر تحديدا وجهت له خصوصا في الاجتماع الاخير للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

 وهو اجتماع كرس لتقييم و تفحص وتمحص  ودراسة  الخيارات والسيناريوهات في ظل مستجدين لا يمكن إسقاطهما اليوم من الحسابات.
 

المستجد الأول هو التصعيد الاسرائيلي وبروز حالات من الهجمات المنظمة لقطعان المستوطنين المسلحين مع تقارير تظهر بان عدد المستوطنين المسلحين في الضفة الغربية فقط يزيد عن 200 الف مسلح.
 

وهؤلاء بدأوا  يظهرون على حدود التماس و في المدن والقرى ويطلقون الرصاص ويمارسون إعتداءات ارهابية على الشعب الفلسطيني بعد تحولهم لميليشيات.

في المستجد الأول تقييم عام داخل اللجنة التنفيذية عن سيناريوهات التصعيد المحتملة وكيفية التعامل معها.

وفي المحور الثاني محاولة إستنباط دروس وعبر الرئيس محمود عباس وقراءته للتحولات التي وصفت بانها كفاحية  اليوم في عمق المشهد الفلسطيني حيث تبلور قوى  مواجهة مع العدو الاسرائيلي بأدوات  ليست الجديدة و حيث تنضج حالة كفاحية المطلوب من السلطة والرئيس تحديد موقف اساسي منها .

هذه النقاشات تضمنت إبلاغ الرئيس محمود عباس في الاجتماع الاخير لأعضاء اللجنة التنفيذية بانه لا يثق بالإدارة  الامريكية ولا بالوساطة الامريكية . لا بل يعتبر وعد بلفور تحديدا محصلة لتفاهمات بريطانية امريكية دفع الشعب الفلسطيني ثمنها طوال  القرن الماضي.

 والرئيس عباس بهذا المعنى أراد ان يقول انه خالي الوفاض بخصوص الاتصال والتواصل والمحاولة مع اداره الرئيس الامريكي جو بايدن الان وعلى اساسي الوقائع التاريخية والعملية وقال بوضوح بانه ضد اي محاولة لتوسيط  الامريكيين او حتى الاتصال معهم الان.

وتعليقا على مستوى التأزم والخيارات والسيناريوهات التي طرحها اعضاء بارزون في التنفيذية في الاجتماع  الاخير الذي يتميز بانه مهم وتناول ملفات اساسية نقل عن الرئيس عباس اشارته المباشرة الى انه يقرأ الواقع بدون أوهام وان خياره وخيار السلطة  هو التحدث مع المجتمع الدولي هذه الايام وفضح الممارسات الاسرائيلية  والتركيز على دولة الفصل العنصري .

لكن قيل  للرئيس عباس من قبل أعضاء في اللجنة بان الذهاب بإتجاه التركيز على الفصل العنصري او الكيان الاسرائيلي العنصري يتطلب مقاربات أكثر عمقا في خطوات السلطة قد يكون من بينها تجميد بدلا من الغاء التنسيق الامني ولو جزئيا بالإضافة الى تعليق الاعتراف الفلسطيني في دولة الكيان الاسرائيلي  الاحتلالي

وعلى اساس القناعة بان الجانب الفلسطيني لا يمكنه مطالبة المجتمع الدولي بعزل اسرائيل باعتبارها دولة فصل  عنصري وبنفس الوقت يحتفظ  بتنسيق أمني معها ويصر  على الاحتفاظ بالاعتراف العلني بها.

وهنا حصرا تبين لكل الأطراف المشتبكة بان الرئيس عباس استخدم صيغة دبلوماسية في الرد على هذه الذرائع والحجج والتساؤلات عبر الامتناع عن رفضها وعدم اظهار قبولها له بمعنى ان الرئيس عباس صمت عن  هذه المفارقات ولم يعلق عليها لا سلبا او ايجابا .

ولم تصدر منه اي اشارة تقبلها او حتى ترفضها الأمر الذي يفسره المراقبون وخبراء في اللجنة التنفيذية واجتماعاتها ومشاوراتها باعتباره خطوة إيجابية  اساسها ان الرئيس عباس لم يبلغ برفض خيارات من هذا النوع.
 و هذا يعني انه يريد الاستماع لآراء أكثر ويريد تقييم ودراسة وتمحيص الخيارات او الحصول على افضل فرصة ممكنة لأجراء عملية التمحيص والدراسة .

وعلى اساس المعطيات الواقعية  خصوصا وان التقارير الواردة للرئاسة  الفلسطينية من الاجهزة الامنية تشير الى ان الجزء الثاني من النقاش مع اعضاء التنفيذية مرتبط بتطورات الحالة الكفاحية والتصعيد المحتمل اسرائيليا في ظل حكومة اليمين الاسرائيلية المتشددة .

وهي حالة يقول المراقبون انها تشكل مأزقا اليوم للسلطة لا بل حشرتها بين خيارات ضيقة جدا لأنها ليست في وضع تستطيع معه مواجهة هذه الحالة الكفاحية الوطنية الفلسطينية الشابة والمتحركة بين مدن الضفة الغربية وليس في وضع  تحمل كلفة قمعها.

– رأي اليوم-