مفاوضات القاهرة تتعثر.. والهدنة تتهاوى

كشف مسؤول إسرائيلي مطلع أن إسرائيل وحماس كانتا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق قبل يومين، لكن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باجتياح رفح دفعت حماس إلى تشديد مطالبها في محاولة لضمان عدم دخول القوات الإسرائيلية المدينة المكتظة بالنازحين.

وحسب المسؤول، فإن حماس تسعى الآن للحصول على مزيد من الضمانات بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد تنفيذ جزء من الاتفاق، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز». وأعرب عن أسفه لأن حماس وإسرائيل قد حولتا تركيزهما على تقاذف تحميل المسؤوليات وممارسة «لعبة اللوم».

وبالرغم من احتمال انهيار مفاوضات الهدنة، رفض مسؤولان أمريكيان نعي المحادثات، والقول إنها وصلت إلى طريق مسدود، ما يشير إلى أن الأطراف ما زالت تراجع تفاصيل المقترح المصري، وسط معلومات عن زيارة مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز تل أبيب خلال الساعات القادمة من أجل الدفع نحو إجراء اتفاق يؤدي إلى وقف النار وتبادل الأسرى.

وعزا مراقبون تضاؤل فرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى خطاب نتنياهو الذي جدد رفضه القاطع لشرط حماس إنهاء الحرب نهائياً في القطاع وانسحاب جيش الاحتلال منه، بل تعهد بمقاومة الضغوط الدولية لوقف الحرب، فضلا عن ادعاء وزير الدفاع يوآف غالانت أن حماس ليست جادة في التوصل إلى اتفاق، وحذر من عملية قوية في المستقبل القريب جدًا في رفح وأماكن أخرى في جميع أنحاء غزة.

ولفت المراقبون إلى أن الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو من قبل أصوات متطرفة داخل حكومته لاجتياح مدينة رفح جنوب غزة، ورفض عقد أي صفقة مع حماس، ما صعب المهمة وشدد موقفه من المفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضية في العاصمة المصرية.

من جهته، اعتبر مصدر مصري أن الهجوم الصاروخي الذي تبنته حماس على معبر كرم أبو سالم، وأوقع 4 جنود قتلى، عقّد مفاوضات الهدنة.

وقال مصدر رفيع المستوى، اليوم (الإثنين)، إن قصف حماس لمنطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر محادثات التهدئة، لكنه أكد أن الوفد الأمني المصري يُكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين حماس والجانب الإسرائيلي، وفق ما أفادت قناة «القاهرة» الإخبارية.