مفوض الاونروا : لن نستخدم الاجازة الاستثنائية وسيرفع التجميد عن العلاوات في اقرب وقت

وجه فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” رسالة هامة لموظفي الوكالة اكد فيها “انه لم ولا أفكر بأي حال من الأحوال في موضوع الإجازة الاستثنائية وبالنسبة مؤكدا ان قرار تجميد الزيادة السنوية “سيتم رفعه في أقرب وقت ممكن وكحد أقصى 31 آذار 2022 وأنه سليتزم بتطبيقها بأثر رجعي إذا ما كان الوضع المالي أكثر استقرارا”.

واضاف لازاريني في رسالته “بأنه تم إعلان الإضراب المفتوح وأشعر بقلق شديد حيال تأثير ذلك على التعليم والخدمات الصحية وتوزيع الغذاء والمساعدات النقدية على اللاجئين الأكثر حاجة” موضحا “أن هذه الخطوة ستقوِض جهودنا لجمع الأموال وتؤذي سمعتنا وتؤثر سلباً على ثقة مانحينا”.

 

نص الرسالة : 

زميلاتي وزملائي الأعزاء،

 

لقد عقدت عدة اجتماعات هذا الأسبوع في غزة مع  الموظفين المحليين من مختلف البرامج والدرجات وعبَروا لي جميعاً عن الضيق الذي يشعرون به نتيجة الوضع المالي للوكالة. لقد تحدثوا عن تخوفهم من عدم الحصول على رواتبهم وقلقهم من عدم قدرتهم على الاستمرار في خدمة مجتمعهم وشاركوني إحباطهم من الأثر العميق الذي خلَفته سنوات من التقشف على اندفعاهم وقدرتهم على العطاء والأهم من ذلك على جودة الخدمات التي يقدمونها. كما أجمع المديرون في حديثهم معي على أنهم يريدون فعلاً جعل موظفيهم يشعرون بالأمن والأمان في وظائفهم.

 

أنا أدرك تماماً أن هذه الأوقات صعبة ومقلقة للغاية لكل الزملاء وعائلاتهم وهذه رسالة أنقلها دائماً إلى الجهات المانحة والمجتمع الدولي، فحواها أن وراء النقاشات التقنية حول النقص في الميزانية وإجراءات ضبط التكاليف، أشخاص يخشون كل لحظة على وظائفهم أو حياتهم أو قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الحيوية والاساسية. 

 

لذلك أكرر بحزم التزامي بدفع رواتب شهري تشرين الثاني وكانون الأول بالكامل. كما أعيد التأكيد على أن أولويتي هي حماية جميع وظائف العاملين جنبأً الى جنب مع المحافظة على كافة الخدمات للاجئي فلسطين. هذا حق للأشخاص الذين يعملون جاهدين ويقدمون الخدمات من دون انقطاع. انها ليست مِنَة من أحد، لا من الأونروا ولا من المانحين: كلنا ملزمون معا المحافظة على الخدمات كما دفع رواتب العاملين.

 

مع اقتراب نهاية الشهر، من واجبي أن أشارككم باوضح المعلومات المتوفرة لي في ما يتعلق برواتبكم. على الرغم من الاتصالات والمتابعة الحثيثة مع المانحين خلال الأسبوع الماضي لتسريع صرف الأموال التي تم الإعلان عنها قُبَيل المؤتمر الدولي وخلاله ، إلا أنه ليس لدينا اليوم في حسابنا ما يكفي من الاموال لدفع كامل رواتب شهر تشرين الثاني وفي الوقت المحدد، وقد قال معظم المانحين إنهم سيقومون بصرف أموالهم في شهر كانون الأول.

 

 لقد وجهت رسالة اليوم إلى جميع أعضاء اللجنة الاستشارية للأونروا لأحثَهم على الإسراع قدر الامكان بدفع التعهدات المعلنة للعام 2021 وتغطية المبلغ المتبقي البالغ 60 مليون دولار والمطلوب لتغطية كل نفقاتنا حتى نهاية العام الجاري.

 

أتوقع الحصول على مزيد من المعلومات حول المبالغ المتوقع قبضها وتواريخ صرفها خلال اجتماع اللجنة الاستشارية الذي سيعقد في عمان يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع المقبل. وسوف أوافيكم بكل المستجدات حالما تتضح لي الصورة وفي موعد أقصاه يوم الثلاثاء المقبل. إنني وفريقي في الإدارة العليا نعمل على مدار الساعة لجمع الأموال ودفع الرواتب بالكامل في أقرب وقت ممكن.

 

أعلم أن هذا ليس ما كنت تأملون سماعه وأدرك تماما أن التأخر في دفع الرواتب يشكل مصدر قلق عميق لأن العديد منكم لديه قروض للسداد وتدعمون عائلات وأقارب لكم في ظلِ أوضاع اجتماعية واقتصادية متفاقمة بشكل عام. كما حدث في العام الماضي، سوف أطلب من مدراء الأقاليم توجيه رسائل إلى البنوك المركزية في جميع أقاليم العمليات للتعاون ومساندة العاملين في موضوع تسديد دفعات القروض والتزاماتهم المالية الأخرى وطمأنتهم بأن الرواتب سوف تُدفع بالكامل في أقرب وقت ممكن.

 

أغتنم هذه الفرصة للتأكيد مجدداً بأنني لم ولا أفكر بأي حال من الأحوال في موضوع الإجازة الاستثنائية. وبالنسبة الى قرار تجميد الزيادة السنوية فسيتم رفعه في أقرب وقت ممكن وكحد أقصى 31 آذار 2022. علاوة على ذلك، أؤكد مجدداً التزامي بتطبيقها بأثر رجعي إذا ما كان الوضع المالي أكثر استقرارا.

 

ما زلت امل بأننا سنتمكن من تغطية نفقاتنا هذا العام. فالدعم السياسي من المانحين قوي وعزيمتكم وتفانيكم في خدمة مجتمع اللاجئين لا يتزعزعان. لقد أثبتت على رأس فريق الإدارة العليا عدة مرات التزامنا بجمع الأموال اللازمة لدعم حقوق لاجئي فلسطين في الحصول على خدمات عالية الجودة وتأمين رواتبكم. كما يشاركنا في هذا المسعى كل من الأمين العام للأمم المتحدة والدول المضيفة والمبعوث الخاص لعملية الشرق الأوسط. يجب أن نكون جميعا متَحدين ومتضامنين في هذه الأوقات الصعبة.

 

كونوا على يقين بأننا معاً يمكننا أن نعبر هذه الأزمة تماما كما فعلنا العام الماضي. أعلم أنني أطلب منكم الكثير، لكنني ملتزم فعلاً تأمين مستحقاتكم كاملة.

 

ختاماً، أعلم بأنه تم إعلان الإضراب المفتوح وأشعر بقلق شديد حيال تأثير ذلك على التعليم والخدمات الصحية وتوزيع الغذاء والمساعدات النقدية على اللاجئين الأكثر حاجة. كما أن هذه الخطوة ستقوِض جهودنا لجمع الأموال وتؤذي سمعتنا وتؤثر سلباً على ثقة مانحينا. أناشدكم أخيراً ألا  تنسوا بأن هدفنا المشترك هو خدمة لاجئي فلسطين، الذين يحتاجون إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

 

كل التضامن معكم ومع عائلاتكم،

 

فيليب لازاريني