موقع عبري: قرار بايدن قد يتحول إلى حظر أسلحة عالمي على إسرائيل

إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الليلة الماضية، عن وقف شحنات أسلحة لإسرائيل إذا اجتاحت رفح لم يفاجئ إسرائيل. ووصف تقرير نشره موقع “واينت” الإلكتروني اليوم، الخميس، المداولات بين الجانبين حول إمدادات الأسلحة بأنه كان بمثابة “حوار الطرشان”، إذ لم تتمكن إسرائيل من إقناع إدارة بايدن بأن خططها العسكرية ستمنع استهداف المدنيين في رفح.

ورفضت إدارة بايدن جميع الخطط الإسرائيلية التي قُدمت لها وزعمت أنها تمنع استهداف المدنيين في رفح، مشددة على أنها غير قابلة للتنفيذ، حسب التقرير، وبعد أن أصبحت معارضة استمرار الحرب تشمل الزعماء والرأي العام في أوروبا والدول العربية والأمم المتحدة، التي تحذر من كارثة إنسانية في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستجتاح رفح بالرغم من المعارضة العالمية، أسهمت كثيرا في أن “هذه المعارضة تحولت إلى الموضوع المركزي المختلف حوله بين إسرائيل وبين الديمقراطيات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة”.

واعتبر التقرير أن “الحديث لا يدور حاليا عن حظر أسلحة شامل على إسرائيل، وإنما عن إعلان حول وقف تزيد ذخيرة جوية على شكل قنابل دقيقة بزنة طن وربع طن”، لكن “إذا تجاهلت إسرائيل هذا التهديد ووسّعت العملية العسكرية (في رفح)، سيؤدي ذلك على ما يبدو إلى حظر ليس فقط على أنواع معينة من القنابل، وإنما على الذخيرة الجوية عموما، التي تحتاج إسرائيل إليها والولايات المتحدة هي مصدرها الوحيد”.

وحسب التقرير، فإن “إسرائيل قادرة على التعامل مع التبعات العسكرية الفعلية للحظر الأميركي على أسلحة هجومية، لأن مخازن الجيش الإسرائيلي مليئة على إثر الإمدادات المتواصلة في الأشهر الأخيرة”. إلا أن التقرير لفت إلى أن الجيش الإسرائيلي “مبذرا” باستخدام الذخيرة الدقيقة.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة فرضت حظر مبيعات أسلحة لإسرائيل خلال النكبة في العام 1948، وحظر آخر فرضته إدارة الرئيس جيمي كارتر في نهاية السبعينيات بسبب سياسة الاستيطان، كما فرضت إدارة الرئيس رونالد ريغن خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان في الثمانينيات.

وأضاف التقرير أنه في حينه عارض الرأي العام والمشرعون الأميركيون من كلا الحزبين فرض الحظر على إسرائيل، بينما الوضع مختلف حاليا. “الآن، حظر الأسلحة على إسرائيل، حتى لو كان جزئيا ويلمح إلى منع اجتياح رفح، يشكل رسالة إلى العالم، خاصة إلى بريطانيا ودول أوروبية أخرى، بمنع تزويد إسرائيل بأسلحة وقطع غيار. ويوجد بذلك خطر للمدى البعيد، خاصة وأن الموجهة الكبرى مع إيران لا تزال أمامنا وقد تحدث خلال مدة أقرب من تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي”.

ووفقا للتقرير، فإن قرار بايدن بوقف شحنات الأسلحة يأتي “على خلفية ضغوط هائلة من جانب الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، وفي خلفية القرار مظاهرات الطلاب في الجامعات الأميركية ضد إسرائيل، وهذا يحدث خلال سنة انتخابات رئاسية”.